منطقة البحر الأبيض المتوسط بين تضارب المصالح والحنين للماضي الاستعماري
صوت الصحافة محمد فنيدو
تعددت الميكانزمات التي تحكم العلاقات السياسية و الاقتصادية بين ضفتي دول البحر الابيض المتوسط و طابعها التبايني بين الشمال الغني و الجنوب النامي. و تتسيد كل من فرنسا واسبانيا و ايطاليا على بقية دول المنطقة في احكام توجهاتها السياسية و الاقتصادية و الثقافية ;على اعتبار انها دول استعمارية سابقة و مصدرة للعولمة المتوحشة و التحكم الاقتصادي بحكم تاريخها و نفوذها المالي لدى المؤسسسات المالية الدولية لتسهيل تمرير اجندتها السياسية و لضمان مصالحها الجيوسياسية و الاقتصادية .
و تعد المنطقة الجنوبية للمتوسط حقلا خصبا للموارد الطبيعية ,خاصة الغاز و الفوسفاط و السمك و اليورانيوم, وكذا سوقا استهلاكية مهمة للمنتجات الاوروبية .
و هناك عدة اوجه لهذا التحكم اتضحت عبر التاريخ من خلال اذكاء الصراعات البينية جنوب المتوسط لضمان تسيدها و وساطتها البراغماتية ,دون الاخذ بعين الاعتبار مصالح الجنوب و تركات الماضي الاستعماري المجحف . اما فيما يتعلق بالازمات الراهنة بين دول الجنوب المتوسطي. و ابرزها قطع العلاقات المغربية الجزائرية و الازمة السياسية التونسية و كذا خلافات الفرقاء الليبيين جعلت الاوربيين في وضع متفرج دون ابداء اي مبادرة لحلحلتها بل ربما حيكت بامرها.
واتضحت كرونولوجيا الاحداث السياسية الاخيرة ان دول العربية ابدت رفضها التام للتدخلات الاوروبية العمودية في شؤونها الداخلية ,و خاصة المغرب و الجزائر كاشارة واضحة ان الماضي ولى و المستقبل بيد سيادة هذه البلدان.
اما الدول الاخرى بالمنطقة بقيت رهينة للصراع العربي الاسرائلي رغم توالي طبيع العديد منها مع هذا الكيان كالاردن و مصر و المغرب مما جعل مجموعة 5+5 متباينة المصالح بالمنطقة المنطقة المتوسطية مع توافر ضغوطات فيروس كورونا المستجد و نتائجة الاقتصادية و الاجتماعية و السيكولوجية التي انعكست على سياسات الخارجية لدول المنطقة المتوسطية .