صوت الصحافة
الدكتورة ليلى مزيان، رئيسة مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية من أجل التربية والبيئة، وزوجة رجل الأعمال عثمان بنجلون، الرئيس المدير العام لـ”بنك إفريقيا”، رحلت اليوم السبت عن دنيا الناس، تاركة وراءها مسارا علميا وخيريا حافلا.
“سيدة البحر الأبيض المتوسط” هي الجائزة التي حصلت عليها مزيان شهر ماي المنصرم، تكريما لجهودها في دعم التعليم والثقافة والحفاظ على البيئة.
ودعمت ليلى مزيان، التي ولدت في مدينة “فالنسيا” الإسبانية، الثقافة المغربية، وحق التعليم في الوسط القروي المغربي، ودافعت بالخصوص عن الإرث الأمازيغي، عبر ترويجها للمعرض الأمازيغي الكبير بغرناطة.
وفي غرناطة تشهد “مكتبة الدكتورة ليلى مزيان”، المتخصصة في ثقافات دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والثقافة الأمازيغية، على جهود هذه المرأة في الترويج لـ”تيفيناغ”.
ونظير جهود الراحلة الكبيرة في هذه المجالات وشحها الملك، محمد السادس، بوسام العرش من درجة ضابط، سنة 2016، وكانت تقول دائما: “هذا التشريف من صاحب الجلالة أثّر فيّ بشكل خاص”.
وقبل ذلك حصلت الطبيبة الدكتورة مزيان، وهي ابنة الماريشال محمد مزيان الذي عمل في الجيشين الإسباني والمغربي، نظير دفاعها الكبير عن الثقافة الأمازيغية، على الجائزة الكبرى للاستحقاق من أجل إنعاش الثقافة من المعهد الملكي للأمازيغية سنة 2011. وكانت المزدادة بإسبانيا وضعت جهودها كجراحة عيون لسنوات في خدمة المستشفيات المغربية.
ومع هذا المسار المذهل لرفقية درب الملياردير عثمان بنجلون منذ أزيد من 65 سنة وضعت جهودها كذلك لتنصبّ في دعم ترميم الآثار القديمة، قائلة: “يجب أن نترك للأجيال المقبلة كنوز الأمس”.
ومن خلال شخصيتها التي تهتم بمصير الغير وحقوق الطفلات القرويات في التعلّم اعترف العالم للراحلة بهذه الجهود الحثيثة، وحصلت على الجائزة المرموقة “روكفلر” للقيادة، كما نالت جائزة “وايز أوارد” بقمة قطر للابتكار.
هو مسار ثري تجسّد كذلك في المجال الثقافي، عبر تأسيس متحف “الدكتورة ليلى مزيان” بالدار البيضاء، الذي فتح الأبواب لتجاور اللوحات التقليدية المغربية الفن الحديث.
ولم تكن الدكتورة ليلى مزيان منحصرة فقط في الثقافة المغربية؛ فانفتاحها على الآخر دفعها إلى دعم تدريس لغات أجنبية عديدة بالمغرب، ولعل أبرزها “الماندرين” الصينية الرسمية، عبر تقنية “عن بعد” في 3 مدارس شمالي المملكة.
ترحل مزيان اليوم تاركة بذلك وراءها مسارا حافلا سيحدث أثره الكبير في الوسط الثقافي والخيري، وستبقى ذكرى هذه المرأة محفورة كإحدى أبرز شخصيات المملكة النسائية.