صوت الصحافة
تجدد جمعية إبداع الفيلم المتوسطي لقاءها وتواصلها مع جمهورها ومتتبعيها في هذه السنة بعد مضي سبعة وعشرين دورة، حققت خلالها الجمعية مكاسب عديدة وتراكمات همت الجانب التنظيمي وجانبي الإبداع والتكوين في مهن السينما، بتأطير من بعض كبار المبدعين السينمائيين عرب وأجانب أناروا طريق الإبداع السينمائي لعدد كبير من الشباب المغاربة الذين طوروا تجاربهم بالدراسة الأكاديمية والبحث، فأضحوا أسماء لامعة في المشهد السينمائي المغربي بعديد إبداعاتهم السينمائية المتميزة والأسماء كثيرة ومعروفة . وتأمل الجمعية أن تكون هذه الدورة فرصة للقاء والتواصل بين الذوات المبدعة من جهة، لتبادل التجارب والخبرات عبر النقاش الرصين والحوار الجاد والمثمر والإنصات الجيد في جو يطبعه التقدير والاحترام ،ومن جهة أخرى تواصل ولقاء هؤلاء بالجمهور المتعدد المشارب والاهتمامات، التواق للاطلاع على جديد الإبداعات السينمائية التي تحقق أفق انتظاره بغناها وثرائها الفني والجمالي وعمقها الفكري. ويبقى شعار” المدينة المغربية بعيون السينمائيين” شعارا قارا وثابتا لرمزيته ودلالته وأهميته في التعريف بالمدن المغربة والاحتفاء بها وإعادة الاعتبار لها سينمائيا عبر تخليدها في إبداعات سينمائية بتوظيف فضاءاتها الداخلية والخارجية المختلفة والمتنوعة، التي قد تشكل إضافة نوعية على المستوى الفني والجمالي باستغلال جمالية المعمار بهندسته المتفردة وأصالته بنقوشه وزخارفه وسحر وجاذبية بعض الساحات الخارجية وحدائقها الغناء ذات الطابع الأندلسي، خاصة في بعض المدن العتيقة كما هو حال مدينة فاس ،التي تعكس براعة وإتقان الحرفيين المغاربة منذ غابر العصور وتميزهم وتفردهم في مجال البناء والتشييد بمهنية وحرفية عاليتين والتي توفر فيضا من الفضاءات الساحرة التي تشبع نهم المخرجين السينمائيين . ونتمنى أن تكون هذه الدورة مناسبة لإعادة اكتشاف مدينة فاس التي لم تكشف لحد الآن إلا على الجزء اليسير من مفاتنها وسحرها وجمالها، خاصة وأننا نعرف العدد الكثير من عشاقها ومحبيها على مر العصور من كبار المفكرين والعلماء والفنانين مغاربة وعرب وأجانب، الذين خلدوها بإبداعات كثيرة ما زالت محفوظة لحد الآن.
وتكريسا للشعار السالف ذكره وتحفيزا للمخرجين والمنتجين السينمائيين، وتشجيعا لمهندسي وتقنيي الديكور، أحدثت الجمعية جائزة الديكور تثمينا لمجهوداتهم التي تسعى إلى توفير فضاءات داخل المدن بلمسة فنية وعمق جمالي يساهمان في إبراز الوظيفة الجمالية والفنية للإبداع الفيلمي،كما ستنظم زيارة ميدانية للمخرجين والنقاد والتقنيين لبعض فضاءات مدينة فاس التي دارت عليها أحداث هامة طبعت التاريخ المغربي ووسمته بالتميز والفرادة، سواء ما تعلق بإنتاج تحف فنية بمقدرات علمية وتقنية متقدمة جدا شكلت السبق العالمي في عصرها أحيانا أو أحداث ذات صلة بمواجهة أطماع أجنبية وهي عديدة حقق خلالها المغرب عدة انتصارات عسكرية ودبلوماسية، وأحداث أخرى وطنية ومحلية لا تقل أهمية عن سابقتها. و ستسعى باقي برامج المهرجان من عروض سينمائية وندوات “وماستر كلاس” إلى تعميق النقاش حول الدور الهام لفضاءات المدن المختلفة خاصة العتيقة في الإبداع السينمائي، أملا في الارتقاء بها من الوظيفة الجغرافية الصرفة إلى الوظيفة الفنية المؤثثة بعناصر السحر والفن والجمال والتعريف بمقوماتها الضاربة في عمق الحضارة والتاريخ.
وستتفرد الدورة 28 الدي تنظم من 19 الى 22 نونبر 2024 وبشراكة مع المركز السينمائي المغربي, عن سابقاتها بالاحتفاء بالذات المبدعة بصيغة المؤنث، عبر تكريم فنانات مبدعات وتقدير إبداعاتهن كالممثلة المقتدرة كنزة فريدو والممثلة والمخرجة المبدعة المتألقة مجيدة بنكيران والتي ستعرض فيلمها كاول بكراتها الإبداعية وكدلك حضور مخرجات شابات بأفلامهم سواء الطويلة الوثائقية او القصيرة كالمخرجة فاتن خلخال ومنال غوا وكدلك سارة رخا وجود اخريات بلجنة التحكيم ، برئاسة النقيب ادريس شاطر رئيس الاتحاد الدولي للمحامين و المخرج المقتدر عزيز السالمي وعضوية السيناريست حميد تشيش كما سيتم تكريم عدة وجوه فنية بارزة كالنجم الممثل والمخرج ميلود الحبشي والممثلة كنزة فريدو والمخرج عزيز السالمي كما ستعرف الدورة حضور من اهم المخرجين المغاربة سواء بالداخل او بالخارج متل المخرج رؤوف الصباحي والمخرج هشام الركراك وإسماعيل لعوج سيعرض خلال هذه الدورة عدة أفلام تخيلية ووثائقية دات قيمة فنية عالية في العروض الأولى . .