افتتاحية

ماأدراك رمضان إنه الشهر كضيف العزيز بالعبادة والتقوى

بقلم: خالد أمين

*افتتاحية بقلم د/خالد أمين*

_ما أدراك ما شهر رمضان؟_ إنه الشهر الذي يطل علينا كضيف عزيز، محملاً بالخير والبركة. يُعتبر رمضان فترة مميزة للصيام والقيام، حيث يُعزز الروابط الروحية بين المؤمنين ويقربهم من الله تعالى.

*رمضان: شهر العبادة والتقوى*

يأتي رمضان في كل عام كفرصة لتزكية النفس وتقوية الروح، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (البقرة: 183). ومع ذلك، يلاحظ بعض الممارسات السلبية خلال هذا الشهر الفضيل، حيث يقضي البعض أوقاتهم في الولائم والتسوق المفرط والسهر في المقاهي، مما يشتت انتباههم عن الهدف الأساسي من الصيام، وهو الارتقاء بالنفس.

*التاريخ والدلالات*

تاريخياً، تُعتبر عبادة الصيام قديمة وقد مورست بأشكال مختلفة في الديانات السابقة. فقد كان بنو إسرائيل يصومون عن الطعام والشراب، بينما كان النصارى يختلفون في أساليب صيامهم. ومع مجيء الإسلام، وُضعت ضوابط دقيقة تُحدد وقت الصيام من الفجر حتى غروب الشمس، مع التأكيد على أهمية التقوى، حيث قال الله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَٱشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلْخَيْطُ ٱلْأَبْيَضُ مِنَ ٱلْخَيْطِ ٱلْأَسْوَدِ مِنَ ٱلْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيْلِ﴾ (البقرة: 187).

*آداب الصيام في رمضان*

تتطلب أيام رمضان الالتزام بمجموعة من الآداب التي تعزز من قيمة الصيام. يجب أن يكون الصيام خالصًا لله، مع حفظ الجوارح والابتعاد عن الصخب. يُفضل الإكثار من الذكر والاستغفار، وضرورة التحلي بحسن الخلق، حيث قال النبي ﷺ: “إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا”. وفي ليالي رمضان، يُستحب قيام الليل والتراويح، والإكثار من الدعاء خاصة عند الإفطار.

*الأعمال المستحبة*

تشمل الأعمال المستحبة خلال هذا الشهر الكريم الصدقة وإطعام الطعام، وإخراج زكاة الفطر، وقراءة القرآن، وصلة الأرحام، وتفريج الكرب عن المحتاجين.

*عيد الفطر والامتداد الروحي*

مع انتهاء شهر رمضان، يأتي عيد الفطر، الذي يمثل يوم الفرحة والسرور. يُستحب فيه التكبير، ولبس أحسن الثياب، وأداء صلاة العيد، وزيارة الأهل والجيران. كما يُفضل صيام ستة أيام من شوال كاستمرار للعبادة.

*الخاتمة*

يبقى رمضان مدرسة للتربية الإيمانية، تعلمنا الصبر والإخلاص والإحسان. من يُغتنم هذا الشهر بالطاعات، يحقق الارتقاء الروحي والأخلاقي، لتستمر آثار هذه الطاعات على مدار السنة. نسأل الله أن يجعلنا من المقبولين في هذا الشهر المبارك، وأن يغفر لنا ذنوبنا ويتقبل صيامنا وقيامنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى