كلمة المجتمع المدني بمناسبة زيارة معبر الكركرات
صوت الصحافة // حسن طليح
إنها لحظة تاريخية تتجسد اليوم بزيارتنا هذه لتأكيد مسار التواصل الحضاري والثقافي والإنساني من خلال هذا المغبر الاستراتيجي نحو عمق الافريقي.
وباسم جمعيات المجتمع المدني المشاركة في هذه الزيارة التاريخية اسمحوا لي أن أنوه بالقرار الملكي السامي حين أعطى تعليماتها السامية للقوات المسلحة الملكية الآبية لتنفيذ عملية تدخل مدني في غاية الاحترافية مستعيدة حركية المرور التجاري والإنساني على معبر الكركرات.
وإذ نهنئ أنفسنا بأن هذه الخطوة المغربية قطعت الطريق على أي محاولة للمساس برمزية الوحدة الترابية للمملكة المغربية وإبداء الصرامة اللازمة بأن المغرب لا يقبل بأي حال من الأحوال تغيير الوضع القائم أو الالتفاف على مسار التسوية السياسية للنزاع المفاعل حول مغربية الصحراء.
وهي مناسبة لندين ونشجب الاستفزازات العسكرية التي تقوم بها مليشات البوليساريو في تهديد سافر للأمن والسلم في المنطقة، ولايسعنا لا أن نتقدم بالشكر الجزيل إلى قواتنا الملكية المسلحة على بسالتها وعلى اسلوبها الإحترافي في حماية حدود المملكة ومساهمتها في تعزيز السلم والأمن فيي منطقة الساحل والصحراء.
وإننا اليوم نؤكد اخلاصنا ووفاءنا لمقدسات الوطن والتأكيد على تلاحمنا الوحدوي في إطار السيادة المغربية، وإذ هي مناسبة أن نتوجه أيضا إلى إخواننا المحتجزين بمخيمات تندوف إلى أن يهبوا جميعا لتلبية نداء إن الوطن غفور رحيم. والالتحاق بالوطن لمواكبة والمساهمة في استكمال مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
إن المجتمع المدني لجهة الداخلة وهو يقوم بهذه الزيارة إلى معبر الكركرات، فإننا نجدد صلاتنا الحضارية والتاريخية حول ممر ثقافي وديني يشكل جسرا للتواصل الثقافي والحضاري بين المغرب وعمقه التاريخي. ولذلك فإننا نؤكد بأن الصحراء تحت السيادة المغربية، جسر جغرافي واقتصادي واجتماعي وثقافي ليس بين المغرب ومجاله الحيوي، وإنما جسرا بين أوربا وإفريقيا.
إن زيارتنا هذه إنما هي تأكيد بأننا سنواصل طبقا للتوجيهات الملكية السامية العمل على إبقاء روابط البيعة وتعزيز أدوار الزوايا المغربية لتقوية قيم الإسلام معتدل ومكافحة الفكر المتطرف الذي يزيد من خطر الاستقرار والأمن في إفريقيا.
وحيث إننا متشبثون بعدالة قضية وحدتنا الترابية، نؤكد كممثلين للمجتمع المدني بأن مسار حل نزاع الصحراء غير ممكن إلا في إطار المبادرة المغربية للحكم الذاتي وعلى هذا الأساس فإننا نوجه دعوتنا إلى عائلاتنا وباقي أفراد أسرتنا المحتجزين بمخيمات تندوف لاستغلال هذه الفرصة التاريخية .
وختاما نتوجه إلى إخواننا في مخيمات تندوف بأن ينتصروا لمبادئ السلم والمحبة والتفكير بروح المستقبل والواقعية، والإيمان بأن أسمى وأرقى الحلول لبناء مجتمع متضامن ومتكامل وبعيدا عن التوظيف السياسي للنزاع يبقى هو الحكم الذاتي.
وإننا لنتوجه إلى الشباب الصحراوي في مخيمات الإحتجاز إلى النظر إلى الأمور بعين الواقعي للتفكير في عيش آمن واستغلال الزمن للتعايش والمحبة مع إخوانهم في الأقاليم الجنوبية وإلى الحذر من استغلالهم كوقود حروب لا تخدم مصلحة أي أحد.