أعمدة الرأي

جمهورية الصيصان

  • صوت الصحافة // حسن طليح

              الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه الذي اصطفى محمد بن عبد الله وعلى اله واصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهديه واقتفى اثره الى يوم الدين ثم اما بعد :

               مما لاشك ولا ريب فيه ان الدجاجة ترعى وتسهر على حماية صيصانها بل تقدم نفسها قربة من اجل نصرتهم، تؤيدهم وتناصرهم وتدافع عنهم ، تعطيهم كل ما تملك تجوع لنفسها لتشبع  صيصانها، تسلك  المراعي والمروج والسهول والسهوب والوديان والحقول والجداول والصعاب والمخاطر غير ابهة بما سيحدث ،تراها تنقنق رغم بحبحة حنجرتها الضعيفة ، تضرب الارض بمنقارها الحاد المسموم وتحاول حفرها برجليها الهزيلتين لتلتقط الفتات المتناثر على اديم الثرى، كل هذا وذاك رغبة منها في توفير لقمة العيش لصيصانها الذين اذا اشتد عظمهم  وتقووا وكبروا عقوا امهم التي كانت بالأمس القريب تناصرهم وتقدم حياتها فدية من اجل بقائهم ودوامهم .

         هذه لقطة او لحظة او برهة او هنيهة او مشهد طريف من حياة  الدجاجة مع صيصانها. شأن الجزائر مع جبهة البوليساريو، ففي الوقت الذي غرر بانفصالي البوليساريو وبعض ازلامهم للجوء والاستيطان ببلدة تندوف جنوب الجزائر   البلدة التي لا يقوى حتى الحيوان ان يتأقلم مع ظروفها القاسية ، وبدعم مباشر من الحكومات الاشتراكية الموالية للاتحاد السوفياتي ، فالجزائر وليبيا آنذاك قامتا بالضغط على منظمة الوحدة الافريقية لمنحها العضوية في الاتحاد الافريقي ذلك عاد 1981 تحت الاسم المزعوم والواهي : الجمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية  أي  ( جمهورية الصيصان) 

          هكذا انطلقت الصيصان تنهج اساليبها الحقيرة وتلجأ اليها في كل مناسبة خاصة ابان اقتراب انعقاد  اجتماعات مجلس الامن لدراسة تطور الوضع في الصحراء المغربية ، وتمديد مهلة المينورسو في مراقبة استثبات الامن في المنطقة والحد من الاستفزازات و الخروقات المفضوحة التي تمارسها دولة الجزائر وصيصانها من اجل التاثير على قرارات الامم المتحدة ، التي تتكرر بشكل مهول ومقلق اذ بلغت نقنقة الصيصان اعلانها عن حرب ضارية تدور بينها وبين الجنود المغاربة على طول الحزام الامني . ناسية او متناسية بان المغرب يعرف ومنذ القدم بدولة سلام ولا يبحث عن الحرب لأنه التزم بمقررات المنتظم الدولي بينما لم تلتزم به الجزائر وصيصانها .

        فإلى هنا على الامم المتحدة ان تقوم بدورها لوضع حد لهذه الحرب الاعلامية التي يتعرض لها بلد المغرب الامن السالم المسالم الذي لا يسعى الى الحرب بقدر ما يسعى الى السلم .فهذه الحرب الاعلامية وكما يعرف الجميع تشكل انتهاكا خطيرا ومقلقا ويبين بشكل ملحوظ وواضح سوء النية من خلال تسخير اعداء المملكة المغربية اصحاب الفكر الظلامي المتواجدين خارج التراب الوطني الذين وصل بهم الحد والغدر والمكر الى قذف الاشراف ونعتهم بأفظع النعوت ولم ينتهي بهم الامر الى هذا الحد بل زاد طغيانهم وعصيانهم الى المس بالمقدسات التي تعد خطا احمر لكل مغربي ومغربية  وكان حريا  بهم ان يكونوا منصفين في اقوالهم. واسوأ ما في النظام الجزائري ليس انه جعل الصيصان على رأس اولوياته بل جعل منه كل اولوياته، مضحيا بصحة مواطنيه وأمنهم واستقرارهم وزاهدا في حياتهم فلا يقر له بال  ولا يستقر له قرار ولا ينام الا على موضوع الصحراء المغربية كالأبله الذي صعقته الكهرباء ولا يصحوا الا عليه كالمخبول مما يؤشر على انه ليس نظاما حقيقيا شعبيا مؤسساتيا وانما هو فوضى عسكرية خلقتها سياسة وعقلية حربية ترتاح وتستريح على خلق الفوضى وسفك الدماء وتفتيت عضد الامة وتشتيت وتبديد جهودها ، وما زال هذا النظام البائد البائس الظالم الظلوم الغاشم يأتينا بأعاجيب البلاغات  الحربية الوهمية التي وصل عددها الى هذا اليوم ثلاثة اشهر، واقوال وشذوذ التصرفات والافعال . وشعبه ما زال يعاني الامرين تحت وطأته، حتى يذهب الله تعالى به ويأتي بنظام موفق يحترم شعبه ويقدر جيرانه ، وليس ذلك على الله بعزيز.

        فالآلة الاعلامية الصيصانية مدعومة بالإعلام الجزائري الماكر تريد توهيم سكان مخيمات تندوف على ان ازلام  الصيصان تخوض حربا حقيقية ، وتحقق انتصارات عسكرية في مواجهة المملكة المغربية ، لاسيما بعد الفشل الذريع للصيصان وعرابتهم الجزائر على المستوى الدبلوماسي والسياسي في قضية الصحراء المغربية والتي هي قضية كل مواطن مغربي ومواطنة مغربية وقضايانا الوطنية هي المبدأ كما هي الخبر، اما الاعلام الضال الزائف المغرض فانه لا يغير من توجهاتنا شيئا وما يزيدنا الا اصرارا وعزيمة وتشبتا بوحدتنا الترابية . وقد صدق من قال : اعطني اعلاما بلا ضمير أعطيك شعبا بلا وعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى