
بقلم : خالد أمين
في عالم الفن السابع، وتحديدًا في مجال تصوير الأفلام السينمائية، يعتقد البعض أن الكاميرا فقط هي التي تكشف الوجوه، لكن الحقيقة أن الكواليس تخفي الكثير من الأقنعة. فعندما تدخل عالم التصوير السينمائي، تجد نفسك تتعامل مع أشخاص يبدون لك في البداية كأصدقاء، خاصة المنتج الذي يظهر بأخلاقيات عالية وتواضع في المعاملة، لكن سرعان ما تكتشف أن بعض المسؤولين عن تسيير العمل لا يشاركونه نفس الصفات.
العمل في السينما متعب، يتطلب الصبر، الاحتراف، والتفاني. لكن في ظل وجود بعض “الأقنعة”، يصبح من الصعب التمييز بين من يعمل بحسن نية ومن يستغل المنصب أو الظروف. فهناك من يظهر الودّ والاحترافية في العلن، لكنه يُخفي نوايا أخرى لا علاقة لها بروح الفن ولا بأخلاق المهنة.
الفرق بين التجربة السينمائية المحلية والدولية يظهر جليًا عندما يشتغل المحترف المغربي في أفلام أجنبية، حيث يُقَدَّر العمل ويُحتَرم التخصص، ويُعامل الطاقم الفني والتقني بكرامة ومسؤولية. هذه التجارب تبرز الفارق الكبير في التعامل، وتمنح الفنان المغربي الشعور بقيمته المهنية.
السينما ليست فقط كاميرا وعدسة وسيناريو، بل هي منظومة من القيم والاحتراف. لذلك، على السينما المغربية أن تعيد النظر في بعض ممارساتها، وأن تنزع تلك الأقنعة التي تشوه جمال الفن السابع، وتمنح الثقة للوجوه الصادقة التي تعمل في الظل بشغف وإخلاص.
في النهاية، يبقى الأمل معقودًا على الجيل الجديد من السينمائيين المغاربة، ليعيدوا للسينما وجهها الحقيقي، ويكسروا الأقنعة التي تعيق تطورها.