دولية

متى تستقل إفريقيا؟

صوت الصحافةفنيدو محمد

سؤال يبدو غريبا من اول وهلة لكن ان تعمقنا اكثر فاكثر سيتضح جليا ان افريقيا مستعمرة بطرق مباشرة او باتفاقيات اجلاء الاستعمار .
يبدو ان القوى الاستعمارية وضعت خطة لدخول القارة من خلال مؤتمر الجزيرة الخضراء وتوزيع كعكة القارة الاغنى في العالم من حيث الموارد الطبيعية والطاقة البشرية العاملة, الا ان تواطؤ بعض العصابات التي تولت الحكم بعد الاستقلال جعلت معظم دول القارة الافريقية تحث رحمة الاستغلال المباشر و الوصاية المباشرة لدول في اوروبا كفرنسا و بريطانيا ولاهداف غير معلنة .

افريقيا الشاسعة بازيد من مليار نسمة تكابد اليوم لضمان حقها في الحياة, في المساواة والديمقراطية.
اتعلمون لماذا ?لان الابواب التي خرج منها الاستعمار اخذ نسخا من مفاتحها حتى يتسنى له الدخول من جديد وقت الحاجة ,لان الاديولوجات التي تكرست في القوانين المنظمة لتدبير شؤون البلدان مستوردة ومن ذات المستعمر ,لان التعلم و التطور لن يحصل الا باذن من اخذ نسخ مفاتيح الابواب ابان “الاستقلال “.

وحسب اغلب المراقبين; فدول المستعمرة من قبل فرنسا اقل ديمقراطية من المستعمرات السابقة لبريطانيا او اسبانيا لماذا ?لانه بكل وضوح فرنسا انهكت خلال الحرب العالمية الثانية على يد الالمان ,خرجت غير مقتنعة بمخرجات الحرب وخاصة المقاومة الشرسة بكل من المغرب والجزاءر و دول اخرى غرب افريقيا. جعل فرنسا تبرم اتفاقات بل وتفرضها على دول جنوب الصحراء ,خاصة ذات الموارد الاولية. الازمة لاستمرار الصناعات و البناء كالحديد و الفوسفاط واليورانيوم و الفضة وغيرها .

اما بالنسبة للمملكة المتحدة ; على الاقل تركت دولا مستقرة باستثناء ليبيريا و جنوب افريقيا التي عانت خلال تسعينيات القرن الماضي , اما بقية البلدان في مستقرة ككينيا و تنزانيا و نيجيريا وزامبيا وغيرها .
في حين تحرك ازمات الانقلابات من حين لاخر في دول المستعمرة من قبل الفرنسا لتضمان الفوضى الخلاقة و الممهدة لاستمرار الاستنزاف والامداد بما تحتاجه من موارد المتاحة و الضرورية لتشغيل المعامل وتامين السلم الاجتماعي الفرنسي .

السؤال اتضح الان ?اكانوا يحبون افريقيا ام كانوا يستنزفون افريقيا? اما هما معا ?
الجواب; نعم بكل تاكيد لانه من يريد ضمان الاستغلال وجب عليه خلق سبل لضغط او قلب الانظمة او على الاقل فرض اتفاقات سرية .

اما الارهاب والهجرة والمجاعات والبطالة, تعد افكار تسوق اعلاميا لخلق شرعية لهكذا استغلال ,وتبرز هكذا دول وكانها ذات هيبة و منقذة. بل وتقدم المساعدة بسخاء ,واحيانا تدخلات عسكرية كما حدث في ساحل العاج ومالي والنيجر وبوركينا فاصو …هل كل هذه الخطوات تعبر عن حسن نية ام نية مبيتة ?
ان هكذا تخطيط ينم بكل وضوح خطة صرف 1اورو واحد لضمان الحصول على 4 اورو كارباح مستقبلية .
هذه الاساليب جعلت الاستغلال مقابل الامن والغذاء مساومة مربحة; بل و استراتيجية ضامنة لفرص الكسب وتامين سوق شغل بفرنسا, وتسديد اعانات البطالة, بل حتى تامين التغطية الصحية و امداد المفاعلات الفرنسية بضواحي تولوز باليورانيوم المناسب.

اما بريطانيا فتركت مواطنين يعيشون جنوب القارة في جنوب افريقيا و بوتسوانا و زمبابوي وهم الان من النسيج الاجتماعي لهاته البلدان واصبحت معظمها متقدمة خاصةبوتسوانا و جنوب افريقا .

ولم تشتكي بريطانيا من الهجرة السرية او الارهاب او التدخلات غير مبررة في هاته البلدان .اهم ما يحسب للمملكة المتحدة ان تركت نموذج ناجح في جنوب افريقيا خلال القرن الجديد و مزدهر في بوتسوانا و كذا زمباوبوي بعد وفاة الدكتاتور موغابي اقتصاد عملاق في نيجيريا وقوى صاعدة في كل زامبيا و تانزانيا وكينيا .
و يمكن استخلاص العبر من هذا الوضع ان افريقيا لم تستقل بل رهينة بدوالب التحكم الاجنبي ,في انتظار ان تتمكن الصين والولايات المتحدة و روسيا واسراءيل و المغرب وتركيا من بناء نموذج مخالف لما عاشته القارة طلية 60 عاما من الاستقلال المزيف والاستغلال المفرط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى