أعمدة الرأي

لبنان والابتزاز الخارجي

فنيدو محمد

وصل لبنان مرحلة صعبة على المستويين الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي ,جعل الشعب يخرج الى الشوارع احتجاجا على الاوضاع الاجتماعية الصعبة الناتجة عن بلوكاج سياسي طويل ,و كذا مزايدات سياسية داخلية وخارجية من جهة ,ثم الوضع الاقليمي المتازم خاصة و تداعيات كورونا الاقتصادية و الاجتماعية من جهة اخرى,جعلت البلاد تتوافق على حكومة موحدة بشق الانفس وبعد ضغوطات اجنبية تحت مساومات اقتصادية وسياسية لاطراف لبنانية دون اخرى .

و يمكن تبسيط الوضع الداخلي للبنان في مسالتين :الاولى الخلافات الداخلية بين الاحزاب اللبنانية رغم مخرجات اتفاق الطائف و تبعاته المكرسة للخلاف الداخلي و جعل مسالة الانتخابات و توزيع المناصب رهينة بارضاء اطراف و اغضاب اخرى,اما المسالة الثانية هي ان لبنان اصبح ساحة للمزايدات السياسية الغربية والعربية على حد سواء وهو ما اتضح جليا من خلال مواقف متعددة حصلت في الماضي و الحاضر .
ومن ابرز الاشياء التي جعلت لبنان في هكذا; وضع هو ارتفاع المديونية اذ وصلت الى ازيد من 100 مليار دولار و كذلك ضعف الايرادات من العملة الصعبة مما جعل البلاد رهينة بمساعدات عربية خليجية ولكن بشروط مسبقة تغدي الصراع الداخلي اللبناني او غربية محتشمة تدفع البلاد الى الالزام باجندات تتضارب ووحدة المجتمع اللبناني.

و ما حصل خلال الاسبوع الفارط بعد سحب االسعودية و الامارات والبحرين و الكويت للسفراء من بيروت بعد وجهة نظر “جورج قردحي”( وزير الاعلام اللبناني) حول وقف تقتيل الشعب اليمني; في اشارة واضحة الى الحرب السعودية على الحوثيين منذ ازيد من خمس سنوات .وهو راي عامة الشعوب العربية واللبنانيين بل وكارثة انسانية حقيقية, ادت الى تمزيق وتجويع اليمن دون تحقيق اي هدف ,بل وكانت مسرحا للتجارب الحربية الخليجية و العربية بذريعة الوجود الايراني في اليمن و دعمه لجماعة الحوثي الشيعية و غيرها من الادعاءات .
تعد هكذا مواقف تدخل مبالغ فيه بل و تدخل سافر و ابتزاز لموقف غير رسمي لوزير لبناني عبر عن موقف صحيح وواقعي للوضع في اليمن, اضافة الى جعل لبنان رهين بهكذا ابتزاز و الكل يعرف موقف الدول الخليجية من بعض الفرقاء في لبنان كحزب الله ذراع المقامة الابرز.
و لا ننسى قبل هذه الحادثة موقف فرنسا و لهجتها العدوانية لفرض حكومة لبنانية على الفرقاء اللبنانيين و تحت التهديد. مع العلم ان الكل يعرف ان تدخل فرنسا كان لصالح اطراف معينة دون اخرى .
السؤال المهم الى متى سيبقى لبنان تحث هكذا فراغ قانوني واستغلال القاعدة الشعبية للنزول للشارع كورقة ضغط لتغيير موقف معين?

من خلال وجهت نظري الخاصة , يجب على اللبنانيين صياغة اتفاق جديد عوض اتفاق الطائف ,ووضع دستور جديد و قانون انتخابات جديد للحد من التدخل الخارجي,و جعل مصلحة لبنان فوق كل اعتبار, و كذا الحد من استخدام الشارع كورقة ابتزاز سياسي او مساومة.
ان اهم موقف يمكن للعرب اتخاذه هو الوقوف بجانب لبنان و دعم الشعب اللبناني دون جعل مواقف الفرقاء محور مساومة كاعتبار حزب الله عنصر غير مرغوب فيه او اعتبار محور المقاومة ;كحركة امل و حزب الله عنصران مهددان للسلم الاجتماعي الداخلي في لبنان ,ودعم تيار المستقبل و غيره من جهة اخرى من اجل تمرير اجندة سياسية معينة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى