من مدينة زهور إلى مدينة ثلوث بالمحمدية أين مسؤولين
صوت الصحافة
يعد ثلوت الهواء أحد التحديات البيئية الرئيسية التي تواجهها مجتمعاتنا في الوقت الحاضر. يتعلق الأمر بتلوث الهواء الذي ينتج عنه تأثيرات سلبية على الصحة العامة والبيئة بشكل عام. ويعتبر التلوث الهوائي من أكثر القضايا الملحة التي يجب التصدي لها بشكل جاد وفعال.
تعتبر مدينة المحمدية واحدة من المدن الكبرى في المملكة المغربية، وتعد وجهة مهمة للعديد من السكان والزوار. و مع زيادة النمو السكاني وتطور الصناعة والنقل في المدينة، يتزايد القلق بشأن مشكلة تلوث الهواء وتأثيره على صحة السكان والبيئة وهو أحد المشاكل البيئية العالمية التي تؤثر على صحة الإنسان والبيئة على حد سواء.
أصبحت مدينة المحمدية الوجهة المفضلة للمستثمرين في تشييد المصانع التي تصدر غازات وإفرازات سامة وخطيرة تضر بصحة المواطنين وعلى البيئة عموما، والسبب في ذلك يعزى إلى الموقع الجغرافي و الاستراتيجي الذي تتمتع به خاصة أنها مدينة ساحلية تتواجد بين العاصمة الإقتصادية الدارالبيضاء والعاصمة الإدراية الرباط.
وفي هذا الصدد تشهد مدينة المحمدية الملقبة بمدينة الزهور نسبة إلى مهرجان الزهور الذي يقام كل سنة وحدات صناعية جد ضخمة ، الشيء الذي جعل سكان المدينة يعانون من التلوث الناتج عن مخلفات هاته المصانع التي غطت سماء المدينة بذخانها الأسود .
معظم الساكنة تشتكي من الانبعاثاث الغازية السامة التي تطلقها المصانع غير محترمة لشروط صحة وسلامة المواطنين وفضلا عن ذلك الذخان الكثيف الذي تطلقه ليلا مع ورائحة كريهة وخانقة وغبار أسود الذي غطى الاسطح والنوافذ
من أحد أهم الأسباب الرئيسية لتلوث الهواء في المحمدية هو القطاع الصناعي المتنامي فالمدينة تضم عددًا كبيرًا من المصانع والمنشآت الصناعية، والتي تنتج مختلف المواد والمنتجات، بما في ذلك الكيماويات والملوثات الصناعية.
إذ تشكل انبعاثات هذه المصانع من غازات الدخان والجسيمات الملوثة تلوث الهواء وتسبب تدهور جودته.
بالإضافة إلى القطاع الصناعي، يسهم قطاع النقل أيضًا في تلوث الهواء في المحمدية. مع زيادة عدد السيارات والشاحنات التي تعبر المدينة يوميًا. تلك الانبعاثات تساهم في تلوث الهواء وتسبب تأثيرات سلبية على صحة السكان وجودة الحياة في المنطقة.
تتعرض مدينة المحمدية لتلوث الهواء بسبب عدة عوامل، منها الصناعة وحركة المرور الكثيفة والحرائق الزراعية والنفايات المنزلية والصناعية، ويتم تسجيل مستويات عالية من الجسيمات الصلبة العالقة وثاني أكسيد النيتروجين وغيرها من الملوثات الخطيرة في الهواء.
تؤثر هذه الملوثات على صحة الإنسان بشكل مباشر، حيث يمكن أن تسبب مشاكل تنفسية والتهابات في الجهاز التنفسي والربو وغيرها من الأمراض المزمنة. كما أنها تؤثر على البيئة المحيطة، حيث تسبب تلفًا في النباتات والحيوانات وتؤثر على جودة المياه والتربة.
وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية، يتوفى حوالي 7 ملايين شخص سنويا بسبب تلوث الهواء
من أجل مكافحة تلوث الهواء في مدينة المحمدية، يجب اتخاذ إجراءات حاسمة وعاجلة، منها زيادة عدد الحدائق والمناطق الخضراء في المدينة، وتشجيع استخدام وسائل النقل العامة والمشي وركوب الدراجات بدلاً من الاعتماد على السيارات الخاصة، وتطبيق قوانين صارمة لمنع التلوث الصناعي والنفايات.
كما يتطلب الأمر توعية المواطنين بأهمية المحافظة على البيئة والحد من التصرفات الضارة بالبيئة، بالإضافة إلى توفير تقنيات حديثة وفعالة لمعالجة النفايات وإنتاج الطاقة المتجددة