مجتمع

مداخلة السيد السفير أبو بكر الطويل القائم بأعمال السفارة الليبية على هامش الندوة من المركز المغربي للتطوع والمواطنة

صوت الصحافة

صوت الصحافة

 

 

لاشك في أن المساعدات الخارجية تعتبر أحد أهم أدوات تنفيذ السياسة الخارجية، ويمكننا وضعها وتوصيفها في إطار سعي الدول لتقديم المساعدة والمعونة التي تحتاجها في ظل الكوارث الطبيعة باعتبارها أداة دبلوماسية من الأدوات المتعارف عليها في علم الدبلوماسية والعلاقات الدولية، بل إنها تعبر عن عمق إنساني كبير تجلياته الشعور بالتضامن والتآزر بين الدول لا سيما في ظروف وأوقات الكوارث.

فالدول عادة تشعر بالحاجة إلى مساعدة الدول الصديقة عندما تتعرض للكوارث الطبيعية وتكون في الوضع المترقب والمنتظر لهذه المساعدات وقد يصل بها الأمر إلى طلب الحصول على المساعدات بشكل مباشر خاصة عندما يكون حجم الكارثة كبير ولا تستطيع مواجهته بنفسها، ولذلك تعمل الدول على تقديم المساعدات الممكنة التي من شأنها أن تقلل من الخسائر وتضمد الجراح وتعزز من العلاقات بين الدول وأيضاً بين الشعوب، ولذلك ترصد الدول وخاصة الكبرى ميزانيات وموارد مالية لمساعدات الدول التي تتعرض للكوارث الطبيعية.

 

 

وقد شهد العالم أسوء جائحة عرفتها البشرية “كوفيد 19″ الذي حصد آلاف من البشر وكان للتضافر والتضامن العالمي أهمية كبرى في التخفيف من أعداد المصابين لعدد من الدول خاصة الدول الافريقية آسيا وأمريكا اللاتينية، كالمساعدات الدولية للهند التي شهدت نقص حاد في أجهزة الاوكسجين وأيضاً إرسال اللقاحات المجانية إلى الدول الافريقية التي ليس لها القدرة على شراء اللقاحات للتخفيف من حدة هذه الظاهرة، بل يمكن القول أن ما شهده العالم من تعاون وتضامن لمكافحة هذا الوباء جعل من العالم وحدة واحدة وعبّر عن روح التضامن والانسانية .

وتعتبر المملكة المغربية الشقيقة نموذجاً للدولة الفاعلة التي لعبت دوراً مهماً في التخفيف من حدة الكوفيد لعدد من الدول الافريقية وذلك من خلال تقديم مساعدات طبية إلى أكثر من 15 دولة إفريقية لمكافحة كورونا، تضمنت أدوية ومستلزمات طبية ووقائية.

 

وقال بيان لوزارة الخارجية المغربية بتاريخ 14 يونيو 2020 ، إن عاهل البلاد الملك محمد السادس ” أعطى تعليماته لإرسال مساعدة طبية إلى عدة دول إفريقية”.

ولفت البيان إلى أن “هذه المساعدة هدفت إلى تقديم معدات طبية وقائية من أجل مواكبة الدول الإفريقية الشقيقة في جهودها لمكافحة جائحة كورونا”.

وشملت المساعدات، بحسب البيان، عن نحو 8 ملايين كمامة، و900 ألف من الأقنعة الواقية، و600 ألف غطاء للرأس، و60 ألف سترة طبية، و30 ألف لتر من المطهرات الكحولية، وكذا 75 ألف علبة من الكلوروكين، و15 ألف علبة من الأزيتروميسين.

 

 

وفي إطار التعاون والتضامن العربي والاسلامي في التخفيف من حدة الكوارث فقد ساهمت حكومة الوحدة الوطنية بدولة ليبيا في مساعدة دولة تركيا في الزلزال الذي تعرضت له خلال السنة الماضية وأرسلت في هذا المجال مساعدات تمثلت في فرق الانقاذ التي قامت بعمل كبير أسهم في إنقاذ عدد من الارواح وتوج بتكريم الرئيس رجب اردوغان لفرق الانقاذ الليبي، كما أرسلت ليبيا طائرة محملة بـ 15 طناً من المساعدات الإنسانية للمتضررين من الزلزال.

 

أيضاً يمكن القول للتدليل والتأكيد على روح التضامن العربي فقد كانت حكومة الوحدة الوطنية من أوائل الحكومات العربية التي أبدت وعبرت عن رغبتها في إرسال مساعدات وفرق إغاثة متدربة إلى المملكة المغربية على إثر الزلزال العنيف الذي ضرب مدينة الحوز، غير أن الإجراءات التنظيمية التي انتهجتها المملكة بالاعتماد على الامكانيات البشرية والمادية المحلية فضلاً عن تحديد أربع دول كبرى بقصد الاستفادة من خبرتها في مجال الزلازل حال دون إرسال فرق الاغاثة والمساعدات الليبية والعديد من الدول الاخرى ، وقد قدم العاهل المغربي الملك محمد السادس الشكر والتقدير لكل الدول التي أبدت استعدادها لتقديم المساعدات، ولذلك تظل روح التعاون والتضامن الانساني هي السمة التي تميز المجتمع الدولي وتبرز هذه السمة في أوقات وظروف الكوارث .

 

 

السفير. أبوبكر إبراهيم الطويل

القائم بأعمال السفارة الليبية

لدى المملكة المغربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى