مجتمع

كارثة الحشرة القرمزية تجبر ساكنة واد نون ومنطقة ايت بعمران على الهجرة نحو المدن

فنيدو محمد _كلميم

عرفت السنوات الماضية تراجعا كبيرا لمحصول نبتة الصبار بمنطقة ايت بعمران و واد نون, بسبب انتشار الحشرة القرمزية في اغلب حقول الصبار بالمنطقة المذكورة .و نتج عن ذلك ضعف تزويد المدن الكبرى; خاصة الدار البيضاء والرباط ومراكش واكادير, مما جعل اثمان صناديق الصبار مرتفعة جدا ,وصلت ما بين 400 درهم و 600 درهم للصندوق الواحد .

وتعود اسباب ظاهرة انتشار الحشرة القرمزية بالمنطقة الى حوالى اربع مواسيم الماضية, عندما ظهرت لاول مرة بمنطقة شياظمة; حيث تم انتقالها عبر تبادل الصناديق الفارغة من مدن الدار البيضاء و مراكش الى منطقة ايت بعمران و حوض واد نون ضواحي كلميم و خاصة جماعات تركى وساي ,والشاطىء الابيض,وجماعة افركت .

و كانت تزخر المناطق المذكورة انف بمحصول مهم جدا ساهم بشكل كبير في تزويد السوق المحلية والوطنية بفاكهة الصبار بجودة عالية وبثمن مناسب لا يتعدى 150 درهم او 200درهم للصندوق الواحد على الاكثر .

لكن خلال الموسمين الماضيين ومع استفحال انتشار الحشرة القرمزية, اشتكى الفلاحون بالمنطقة من تلف الغلة والمحصول في ان واحد, حتى اصبحت حقول الصبار تشبه الرماد, باستثناء بعض الحقول التي استخدم فلاحوها بعض المبيدات غير فعالة .

و يتضح جليا من خلال بحثي و علمي بواقع الامر ;ان وزارة الفلاحة لم تواكب تطور وانتشار الحشرة القرمزية و مدى فتكها للمحاصيل وانتشارها السريع ;اذ ان المبيدات التي استخدمت لم تعطي اكلها بل ارهقت طينة كبيرة من الفلاحين الذين تكبدوا اموالا مهمة لشراء و معالجة حقولهم دون جدوى .

و يبقى السؤال المطروح امام الجهات المسؤولة وخاصة onsa وقطاع وزارة الفلاحة :لماذا لم تتوفر المبيدات الفعالة عوض المبيدات المؤقتة?وكيف سيتمكن الفلاحون واسرهم من تامين قوت يومهم علما ان المنطقة شبه صحراوية والنبتة الوحيدة التي تؤمن قوت يومهم هي فاكهة الصبار الموسمية?

واخيرا يتضح جليا خلال الصيف الفارط ان من محصلة الوضع الذي الت الية محاصيل نبتة الصبار ,جعل الساكنة تشرع في نزوح من مناطق انتاجها الى المدن المجاورة في هجرة قروية تعتبر هي الثانية منذ بداية التسعينيات. وبذلك تكون هذه الظاهرة ناتجة عن الكارثة التي اتلفت المحاصيل الموسمية لفاكهة الصبار;اذ كانت تؤمن دخلا مهما للفلاحين واسرهم طيلة الموسم و تشغل يد عاملة مهمة تاتي حتى من المدن المجاورة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى