قضية الطفل عدنان وموضوع الطفولة المغتصبة ..مجرد رأي
بقلم :سعاد بلكوش
استيقظ المغاربة يوم أمس على وقع خبر عثور رجال الشرطة على جثة الطفل عدنان البالغ من العمر 11 عاما و الذي اختفى قبل أيام و شغلت قضية اختفائه الرأي العام الوطني الذي أبدى تعاطفا كبيرا معه و مع أسرته المكلومة ،حيث كان الضحية قد اختفى مباشرة بعد خروجه من بيت عائلته بمدينة طنجة في اتجاه صيدلية الحي حيث أظهرت كاميرات المراقبة الطفل عدنان وهو يرافق شخص غريب إلى وجهة غير معروفة، قبل أن يتم العثور على جثته مدفونة في الحديقة الخلفية للحي السكني الذي يقطن به .
القصة مؤلمة وتنم عن مكر ودهاء الجاني ووحشيته في نفس الوقت حيث نفذ جريمتي الإغتصاب والقتل في حق الطفل عدنان دون أن يغمض له جفن ،لن استعرض في هذه المقالة مشاهد هذه الجريمة النكراء لأن الشرطة كشفت تفاصيلها للرأي العام الوطني والعدالة ستأخذ مجراها ،لكني سأعبر عن وجهة نظري المتواضعة كمواطنة وأيضا كمثقفة وفاعلة حقوقية ،لأنني إن تناولت الموضوع كأم فسأتخلى عن الموضوعية ومبدأ الحياد الايجابي وسأكون منحازة جدا لأسرة الضحية ويجب أن أكون كذلك لأنني في نهاية المطاف أنا مواطنة أنبذ العنف والجريمة بكل أشكالها وأم أحب أن أشعر أنا وأبنائي وكل عائلتي بالأمن والطمأنينة في وطني وأحب أن يشعر كل أطفال المغاربة بذلك ،لكنني كمثقفة وحقوقية مؤمنة بمنظومة حقوق الإنسان في شموليتها ومتتبعة للمسار الحقوقي الذي انخرطت فيه بلادي وانخرطت فيه شخصيا وأدافع عن مرتكزاته كحقوقية مؤمنة بمشروعي الحقوقي فسأدافع عن مطلب توفير محاكمة عادلة للجاني وتمتيعه بكافة حقوقه المدنية ،لان مطالبة البعض بعقوبة الإعدام يظهر مقدار رغبتهم في الانتقام بدل معاقبة الجاني, وسأحتفظ بحقي في إدانة هذا السلوك الجرمي وشجبه ،وسأترك مهمة إصدار الأحكام للعدالة
ولن يفوتني في الأخير أن أتقدم بواجب العزاء لأسرة الضحية عدنان الذي راح ضحية المكر والخديعة ظنا منه أنه يساعد ضالا في إيجاد طريقه ، وهذا يدل على نبل أخلاقه وتربيته العالية وندعو له بالرحمة والمغفرة والخلود في جنات الرضوان مع النيئين والصديقين والشهداء وحسن أولائك رفيقا ،كما لا يفوتني في هذا المقام أن أنوه بالمجهودات الجبارة التي قامت بها المصالح الأمنية لفك طلاسيم هذه القضية التي شغلت بالنا وبال الرأي العام الوطني بأكمله