سوق الإبل بكلميم

محمد فنيدو
لن ينسى التاريخ سوق “الحيا” لأكثر من تلاثة قرون وهو يشكل جزء من الهوية الثقافية ومعلمة تاريخية لحاضرو كليميم.
وتمثل تجارة الابل “الجمال” حلقة الوصل بين وادنون وبلدان جنوب الصحراء ومراكش ومناطق أخرى شرق وشمال المغرب.
وكان سوق الجمال”الحيا” بݣليميم أشهر الأسواق في المغرب وبلدان غرب إفريقيا والعالم.
وقد تغير مكانه من مكان إلى مكان واستقر مكانه وراء فندق “السلام” في أواخر الستينيات من القرن الماضي،وكان هذا السوق يعتبر أحد المعالم المشهورة لݣليميم بالمغرب والعالم اذ كان ذائع الصيت في مطلع السبعينيات من القرن الماضي نظرا لإستقباله انواع واعداد كبيرة من الابل من كل أنحاء افريقيا واستراليا.
ويعد كذلك إحدى العلامات التجارية والثقافية البارزة والمميزة في وادنون, اذ يتوافد عليه التجار والرحل و”الكسابة” من كل أنحاء المغرب وموريتانيا وتندوف وبشار ومالي لشراء وبيع الجمال ,ويقام خلال يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع.
وكان هذا السوق المميز وراء فندق السلام وكان بين شارعي افني وشارع المسيرة قبل إنشائه ،ويمتد من الزقاق المتواجد وراء “اوطيل السلام” إلى شارع علي بوعيدة قرب مجمع الصناعة التقليدية،وتم اختيار موقع السوق لأنه كان ملتقى الطرق وقرب أهم الفنادق المتواجدة في ساحة بئنزران وشارع محمد الخامس .
تأتي الابل بعد أن كانت تقطع مابين 40 و60 يوما سيرا على الأقدام،هذا كان قبل استيلاء وحوش العقار عليه والذين حولوه إلى مشاريع عقارية وبنايات كئيبة وشاحبة تفتقد إلى الحس المعماري والهندسي الجميل.
ولهذا كان هذا السوق “الجمال/الابل” وجها سياحيا بامتياز لمدينة ݣليميم ومحطة مهمة للقوافل السياح التي تزور المنطقة في ذلك الوقت ؛حيث أنه كان مزارا سياحيا يوضع في بداية قائمة المعالم التي يمكن للسياح زيارتها وفضاءا مهما للسائحين الأجانب الذين يحرصون على التقاط الصور مع الجمال وفوقها،وأيضا مزارا للمصورين الفوتوغرافيين المحترفين،ومخرجين كبار للافلام السينيمائية والوثائقية والوفود الدولية والمحلية…
وإحياء للتاريخ هذا السوق الذي تم تغيير مكانه الى حي أمحيريش وسمي بإسمه ،نتمنى أن تهتم السلطات المحلية (المجلس البلدي وممثلي وزارتي الثقافة والسياحة بالمدينة )والجمعيات والمجتمع المدني بهذا السوق “امحيريش” لإ سترجاع المكانة التي كان عليها السوق الذي كان وراء أوطيل السلام وذلك بتثمين هذا الموروث التاريخي (لانه ساهم في توطين ثقافة الابل بالمنطقة )وإعادة احيائه عبر إعادة النظر في شكل فضاء سوق الابل وأبوابه كما كان السوق السابق ،وكذا اعادة تهيئته وتأهيله وفق معايير تحافظ على الروح التاريخية لهذا المكان الذي تم تغييره من مكان إلى مكان خلال قرون ،وذلك لكي يلعب ادوارا ثقافية وسياحية بجهة ݣليميم وادنون….