رجالات المخاليف مابين الأمس واليوم

محمد الدفيلي
الصورة تعود إلى السيد خليفة بن الحيمر (الصورة من ارشيف اسرته).
تعتبر فخدة المخاليف من أهم مكونات قبيلة البرابيش الحسانية ، وحسب باحثين فهم يعتبرون من أوائل الذين حطو الرحال بمنطقة الجبيلات في احواز مراكش.
ومن ابرز رجالات المخاليف الذين كان و حتى بعد مماتهم يشهد لهم بالصرامة و الشفافية و النزاهة و الحكمة ونصرة المظلومين ولا يخاف ولا يهاب احدا .
انه خليفة بن الحيمر بن محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن الحاج محمد بن عبد الله بن الحيمر الرحماني المخلوفي.
وهو الذي ترأس جماعة سيدي بوعثمان من 1965 الى 1970 ،عن حزب الحركة الشعبية.وبعدها اخذ مشيخة العطاية من سنة 1972 الى 1984،ثم شيخ ملحق بعمالة قلعة السراغنة آنذاك حتى تسعينات القرن الماضي.
وهو ابن الحيمر الذي كان قائد فرقة اولاد سلامة على عهد المولى الحسن الاول،كما انه هو مؤسس سوق الخميس ببوروس (السوق الاسبوعي حاليا لجماعة بوروس) عندما كانت تابعة لجماعة سيدي بوعثمان.
كما يعتبر نموذج رئيس الجماعة الذي يحتدى به وفي تلك الحقبة الزمنية من تاريخ المغرب ، حيث كان يمطتي بغلته ويقوم على احوال الساكنة ،كما انه كان عندما يدلف الى السوق يؤدي الرسوم المفروضة على الدواب و التي كانت تقدر بريالين اثنين مثله مثل باقي المواطنين.وبالاضافة الى ذلك كان فارسا عاشقا لركوب الخيل و التبوريدة.
ومما يحسب عليه اثناء رئاسته لجماعة سيدي بوعثمان اي في فترة تبعيتها الى عمالة مراكش ، انه كان سيبرمج للجماعة مجموعة من ابراج المياه بمبلغ جد مهم آنذاك ،وعندما اشتم رائحة الفساد في الموضوع استدعاه آنذاك عامل مراكش الطاهر أوعسو وحثه من اجل التوقيع ،الا انه رفض باستمامة حتى استل خنجره من الكمية على العامل آنذاك بمقر العمالة بالباهية.
وبعد ان ترك رءاسة جماعة سيدي بوعثمان ،كانت الأقدار أن يتوفى شيخ عريب المسمى المعلوم،الا ان المسمى بالعكيدي استغل قربه من رئيس الدائرة آنذاك محمد بن القائد العيادي وثم تعيين العكيدي على مشيخة عريب في حضور جمع من المسؤولين و الاعيان حسب مصادرنا، وهنا استشاط غضبا السيد خليفة بن الحيمر والدي هو بالمناسبة يصل بقرابة الى محمد بن العيادي و استل خنجره وكاد ان يطعنه لولا تواجد ثلاثة مخازنية وهم ميلود البوزيدي و العربي الشليكي و عبد السلام الشليكي ،وبعد هذه الحادثه تم تعيينه على مشيخة العطاية كما اشرنا اعلاه والتي تضم حاليا المجال الترابي ( سيدي بوعثمان ،الجبيلات،بوروس،سيدي بوبكر).
ومن بين اعيان الرحامنة الجنوبية الذين عاصروه نذكر:
الحاج لحمادي (بوروس)،الحاج كضاض(عكرمة)،بن صالح الزعراوي (اولاد الزعرية حد راس العين)،الحاج رحال الحفيان(فيطوط اولاد عبد الله)،الحاج عمر كشيريد(العنكوري)،لبيض(زاوية بلكرن)،الجميل(اولاد مسعود)،ادريس البصري(المحرة) وهذا الأخير كان يعتبر من اعز أصدقائه بل وزميله في الحزب و المواقف .
وعلى عهده كان هو المكلف بتنظيم موسم سيدي مخلوف بتعاون مع دواوير المخاليف السبعة(اولاد عمي احمد،اولاد حمو،اولاد عزوز الجريف،دوار القبة،اولاد بن سليمان،اولاد محمود،اولاد اعمر).وذلك اقتداءا بجدهم احمد بن مخلوف (سيدي مخلوف) المنتقل من الساقية الحمراء الى الرحامنة.فورثوا كرم اطعام الزوار و اكرام الضيوف وهكذا بدؤوا يخلدون ذكراه بهذا الموسم الذي يقومون فيه باكرام وفادة الضيوف و اطعاهم طيلة أيام الموسم كما تتخلله العاب الفروسية بعد موسم حصاد وفير.
الا ان موسم الولي الصالح سيدي مخلوف عرف تنظيمه الموسيمي توقفا لعدة سنوات اي منذ 1989 ،الى ان تمت إعادة احيائه سنة 2019 ثم توقف بسبب كورونا الى حين تنظيمه في شهر يوليوز من عام اثنان وعشرين و الفين.
الا انه ما بين الامس واليوم هناك اختلاف كبير لا من حيث الاجواء و الضرفيات ولا من حيث الاشخاص الساهرين على ذلك.
مابين امس كان ينشد ازدهار المنطقة و من اجل جعله فرصة للتلاقي و تقوية حزمة القبيلة والدفاع عن الساكنة، وبين اليوم الذي ينشده فيه الأغلبية فقط المظاهر و المشاعر الزائفة الخادعة ،للوصول إلى مأرب شخصية على حساب ماسي الساكنة.
والشيء بالشيء يذكر أن سي خليفة بن الحيمر كان عفيفات أيام رئاسته،والدليل أنه لم يستغل نفوذه القوي آنذاك في امتلاك العقارات بسيدي بوعثمان كما فعل من خلفه.