دول عربية طالما باتت ساحة خصبة للصراعات العربية والدولية
فنيدو محمد
منذ بداية تسعينيات القرن الماضي, وبالضبط ابان حرب الخليج الثانية بين العراق و دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بعد غزو قوات صدام للكويت ;نشات تحالفات عربية عربية ضد انظمة كالنظام البعثي بالعراق, و هو ما نجح بالفعل بعد مراحل من العقوبات الاممية; الى ان تم اسقاط نظام صدام حسن زعيم العرب سنة 2003 .
واصبح العراق ساحة بكل المقاييس للتجارب العسكرية لدول عديدة كالولايات المتحدة الأمريكية و حلف الناتو و روسيا وايران واستراليا بالاضافة الى ادرع المقاومة المحلية و التنظيمات الارهابية كداعش و حلفاء ايران الصفوية وغيرها .
ليتضح ان كل هذه الاحداث جعلت الشعب العراقي يعاني دوما انعدام الامن والاستقرار, بل استشرت المشاكل الاقتصادية وارتفاع المديونية وغيرها من المطبات التي استنزفت موازنة الدولة العراقية ,الى ان انسحبت امريكا و بريطانيا في الاونة الاخيرة .
وفي ذات الوقت ظل العراق تحت المساومة من اجل بناء نموذج ديمقراطي يحاكي الغرب في كل شيء. بل جعل مختلف اطياف الشعب تدخل في صراعات بينية لتتضح اللعبة الشيطانية للسياسة الغربية والعربية للاسف, والتي ساهمت بشكل واضح خلال عقدين من جعل العراق العظيم يتقزم امام دويلات كانت تحت الوصاية الامريكية او ما زالت.
اما النموذج الثاني فهو سوريا بقيادة بشار وجلده الحثيث لاقبار تكرار النموذج العراقي بعد غليان الشعوب العربية سنة 2011. لتصبح بلاد الشام مسرحا لدعم فصيل المعارضة السورية من طرف الغرب و بعض الكيانات العربية ;اذ دخلت البلاد حرب اهلية امتدت الى اليوم ,بدعم مالي وعسكري ساهمت في دول الخليج و امريكا و تركيا بالاضافة الى اسراءيل ,لكن القيادة السورية اختارت حليفا واحدا موثوق فيه وهو روسيا التي امدت النظام السوري بالدعم اللازم لافشال مخطط خبيث لتقسيم البلاد وانهاك قواها الاقتصادية والعسكرية .
ونفس الشيء يحدث في لبنان و السودان وليبيا و اليمن وكذا تونس ,اذ اصبحت هذه البلدان مسرحا خصبا للتجارب القتل والدمار للاحدث الاسلحة الغربية بالمنطقة العربية او تعرضا للمؤامرات الخفية لاقبار النجاح الديموقاطي ;و اغرب الامور ان القادة العرب دائما ما اكتفوا بوضع المتامر او المشاهد دون وضح لهكذا احداث .
وعلى ما يبدو في المنظور المتوسط, ان الساحة العربية سياسيا و ديموقراطيا ,ستكون امام ابتزازات جديدة تحث حجج واقعية او ملفقة لاستمرار التدخل الاجنبي بقطبيتيه الراسمالية والاشتراكية ,و كذا مكان امنا للصراع الدولي على الريادة العالمية في ظل اكراهات باتت تعصف ببلدان دون اخرى تحث اشراف مجلس امن دولي متهالك منبثق عن مخلفات الحرب العالمية الثانية .