أعمدة الرأي

حنكة ملك

صوت الصحافة // حسن طليح

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين والصلاة والسلام على اشرف المخلوقين واله واصحابه الغر الميامين ، فعلى الله اعتمادي واليه تفويضي واستنادي وله الحمد المنة وبه التوفيق والعصمة .

فالعالم فضاء حر يتسع للجميع، والوطن فضاء سيادي للدولة الوحيدة ، وبما ان الدولة المغربية دينها الاسلام فلا غرابة ان يحكمها ملك مسلم يسوسها بالكتاب الحكيم والسنة النبوية الشريفة ، سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن المعلوم عند المالكية ان السنة مقرونة بالألفة والاجماع واما البدعة فمقرونة بالتفرق والاختلاف . والاسلام دين جعل العلاقة بين الناس علاقة أمن وسلام ، احترم الانسان وكرمه من حيث هو انسان بقطع النظر عن جنسه ولونه ودينه ولغته ووطنه وقوميته ومركزه الاجتماعي.

والقائد المغربي  الملك محمد السادس ايده الله ونصره الذي جمع مواصفات القيادة المطلوبة  في الشريعة الاسلامية وكما حددها جهابذة الشريعة  وهي : العلم ، الامانة ، القوة والحكمة، وكان ملك المملكة المغربية محمد السادس سباقا في تلقي الحقنة الاولى من اللقاح المضاد لكوفيد 19 الوباء اللعين ، ذلك يوم الخميس 28 يناير بالقصر الملكي بفاس وهي الانطلاقة الفعلية للحملة الوطنية للتلقيح.

فبفضل السياسة الرشيدة والرؤية المتبصرة للملك وفي ظل هذا المناخ العالمي الذي تطبعه وتغلب عليه الانانية استطاع المغرب ولله الحمد وله المنة ان يتموقع بشكل بارز في ما يتعلق بالتزود باللقاح والتدبير المعقلن لهذه الازمة الوبائية ومتغيراتها وتداعياتها  وفق استراتيجية واضحة المعالم . ونشير في هذا الصدد الى اعطاء جلالته تعليماته السامية بصفته القائد الاعلى ورئيس اركان الحرب للقوات المسلحة الملكية بتكليف طاقم طبي عسكري  متخصص يعمل بشكل مشترك مع نظيره المدني بمهام مكافحة الجائحة ، وبإقامة مستشفيات ميدانية  في جميع جهات المملكة تحت اشراف المؤسسة العسكرية ، هاته المؤسسة التي نفخر ونفتخر بها كمغاربة .

وامام هذا الوضع المزري تقوضت اعمدة التحالفات والاتفاقيات الدولية وبدا ملحا بل ضروريا اكثر من اي وقت مضى لأي دولة نامية متقدمة البحث عن علاقات اخرى خارجة عن اطارها القديم ،لان كل بلد هو مسؤول عن تأمين وسلامة وتطعيم مواطنيه ، الامر الذي حدا بأمير المؤمنين نصره الله ان يجعل المغرب سباقا للظفر باللقاح سعيا وراء التحصين الجماعي لشعبه الوفي وبالمجان .

فالإشراك الفعلي للملك محمد السادس على الانطلاقة الرسمية للحملة الوطنية للتلقيح وتلقيه بذات المناسبة للجرعة الاولى من اللقاح المضاد لكوفيد 19 قطع الشك باليقين على ان اللقاح لقاحا فعالا ولا مكانة للمشككين ولا للمتشدقين والى هنا لا يسعني الا ان اقول لهم  قضي الامر الذي فيه تستفتيان  . وهذا الاشراك لجلالته هو اول تتويج لجميع المبادرات التي اتخذها طيلة الازمة الوبائية ،التي وان اختلفت مستوياتها وتدخلاتها فقد توافقت حول رهان المحافظة على صحة المواطنين المغاربة ، كما لم يغفل جلالته كل الاجانب المقيمين بالمغرب ، بشكل مجاني سعيا في العودة التدريجية للحياة الطبيعية بعد اشهر صعبة من الارتباك والخوف والترقب والحجر الصحي وحظر التجوال والكمامات  والتعقيم والتباعد الجسدي والرخص الاستثنائية للتنقل . كان جلالته يراقب الوضع عن كتب ويشعر بما يشعر به المواطن ويتألم بتألمه اذن  فالمغاربة  بكل اطيافهم ومشاربهم ومكوناتهم مدعوون اليوم واكثر من اي وقت مضى الى استبعاد منطق التشكيك وعقلية المؤامرة . واستحضار قيم التضامن والتكافل الاجتماعي الذي جبلوا عليه منذ عقود سلفت ،وان ينخرطوا بروح المواطنة السامية في عملية التلقيح التي اعطى جلالته انطلاقتها وامر باعتماد مجانيتها لفائدة الجميع وبدون قيد ولا شرط، وان يضعوا نصب اعينهم ان المملكة المغربية تعد رائدا في كل عمل انساني.

حفظ الله مولانا امير المؤمنين بما حفظ به الذكر الحكيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى