أعمدة الرأي

تطفل على مهنة الصحافة : بين الحرية المهنية والمسؤولية الأخلاقية

بقلم: خالد أمين

بقلم: خالد أمين

 

 

 

تشهد مهنة الصحافة في الآونة الأخيرة موجة من التطفل غير المسبوق، حيث أصبح العديد من الأشخاص يمارسون العمل الصحفي دون التوفر على تكوين أكاديمي أو تجربة مهنية، ناهيك عن غياب البطاقة المهنية التي تخول لصاحبها الصفة القانونية لمزاولة المهنة. هذا الوضع يطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل الصحافة، ومدى تأثير هذه الظاهرة على مصداقية الأخبار وجودة المحتوى الإعلامي.

 

حرية التعبير أم فوضى إعلامية؟

 

تعتبر حرية التعبير حقًا أساسيًا يكفله الدستور في العديد من الدول، وهي من الركائز الأساسية للديمقراطية. غير أن هذه الحرية يجب أن تمارس وفق ضوابط مهنية وأخلاقية، حتى لا تتحول إلى فوضى إعلامية تُفرغ المهنة من قيمتها. فالتطفل على الصحافة من قبل أشخاص يفتقرون إلى التكوين اللازم يؤدي إلى انتشار الأخبار الزائفة والمعلومات المغلوطة، مما يضر بالمجتمع ويهدم الثقة في وسائل الإعلام.

 

غياب التأهيل والتكوين الأكاديمي

 

مهنة الصحافة تتطلب تكوينا أكاديميا ومعرفة عميقة بأسس العمل الصحفي، مثل أخلاقيات المهنة، طرق البحث عن المعلومة، والتحقق من الأخبار. في المقابل، نرى اليوم أفرادًا ينشئون منصات إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، وينتحلون صفة الصحفي دون أي تأهيل أو التزام بالمعايير المهنية. هذه الظاهرة تُعرّض الجمهور لخطر التلاعب بالمعلومات، حيث يعتمد المتطفلون على الإثارة والتضليل لتحقيق الشهرة أو المكاسب المالية.

 

البطاقة الصحفية: بين المشروعية والالتزام

 

يُعد الحصول على بطاقة الصحافة المهنية اعترافًا رسميًا بمزاولة المهنة وفق المعايير القانونية. فهي تضمن للصحفي حقوقه وتحمله مسؤولياته أمام القانون. لكن مع انتشار الصحافة الرقمية وسهولة الوصول إلى الجمهور عبر الإنترنت، أصبح بعض الأشخاص يمارسون العمل الإعلامي دون امتلاك هذه الوثيقة، مما يخلق حالة من الفوضى الإعلامية ويصعب محاسبة من ينشرون الأخبار الكاذبة أو المغلوطة.

 

التحديات والحلول

 

لمواجهة هذه الظاهرة، يجب اتخاذ مجموعة من الإجراءات التي تضمن احترام مهنة الصحافة وتحافظ على مصداقيتها:

 

1. تعزيز التكوين والتأهيل: من خلال توفير دورات تكوينية وإجبارية للراغبين في دخول المجال الصحفي.

 

 

2. تنظيم المجال الإعلامي: بفرض قوانين صارمة تمنع ممارسة الصحافة بدون ترخيص رسمي.

 

 

3. مكافحة الأخبار الزائفة: عبر دعم المنصات الإعلامية الموثوقة وتشجيع التحقق من الأخبار.

 

 

4. توعية الجمهور: لتعريفهم بأهمية متابعة المصادر الموثوقة وتجنب تصديق الأخبار غير الموثوقة.

 

 

 

خاتمة

 

مهنة الصحافة ليست مجرد وسيلة لنشر الأخبار، بل هي مسؤولية أخلاقية ومهنية تتطلب التزامًا صارمًا بالمعايير الصحفية. ومع تزايد ظاهرة التطفل على المهنة، يصبح من الضروري وضع حدود واضحة بين حرية التعبير والعمل الصحفي المسؤول. وحدها المهنية والالتزام بقواعد المهنة يمكن أن يحميا الصحافة من الانزلاق نحو الفوضى، ويضمنان بقاءها ركيزة أساسية في المجتمعات الديمقراطية.

 

 

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. انت بعدا اللي تتحل فمك معتمد على الذكاء الصناعي يكتب ليك الموضوع ماعندكش القدرة تكتب حتى مقال وتقول التطفل على الصحافة هاديك البطاقة اللي تتفتخر بها واللى كل من والى عندو الصحافة ملي كانوا فيها الجامعيين واصحاب التعليم كانت عندها قيمة ملي دخلتو انتما بالتزوير بالشواهد باش تاخدو البطاقة تقودات اعليها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى