بوادر تدخل عسكري صيني بجزيرة تايبيه

فنيدو محمد
لم يكن من بد اما التطورات العسكرية بالشرق الاوروبي بين روسيا واوكرانيا الا ان تزكي رغبة الصين في بسط نفوذها على جزيرة تيوان , اذ ان مطالبة بكين باسترجاع هذه الجمهورية المنفصلة عن الصين منذ استقلال بكين بداية القرن الماضي لتوحيد الصين الواحدة.
و كان الوضع يتازم تدريجيا, خصوصا منذ ان شرعت الولايات المتحدة الأمريكية بمؤازرة تايبيه في عدة مناسابات و اخرها زيارة المسؤولة الامريكية بمجلس النواب نانسي بلوسي هذا الاسبوع و ما اثارته من ردود افعال عمقت الازمة بين الجانبين.
من جهتها يبدو ان القوات الصينية تشتغل على قدم وساق لاجتياح الجزيرة المتاخمة لسواحلها الشرقية ,بعد زيارة بيلوسي الاستفزازية لتايبيه .
واتضح جليا ان الترسانة العسكرية الصينية خضعت لمراحل مهمة من التطوير والتحديث لبسط نفوذ الصين الشعبية على بحر الصين الشمالي المتنازع عليه مع دول عدة لضمان السيطرة على الممر التجاري المهم شرقا بين الجانبين وكذا ضمان مصالحها الاقليمية .
من جهتها تدرك الولايات المتحدة الأمريكية, ان تسارع نمو الاقتصاد الصين خلال العقدين الماضيين, و تطور ترسانتها العسكرية بما فيها 300 راس نووي جاهز للدفاع عن مصالح الشركات الصينية بالداخل والخارج في ظل عجز الميزان التجاري الامريكي مع الصين .
و قد شهدت السنوات القليلة الماضية تبادل للعقوبات بين الجانبين رغبة من امريكا منع اقتراب الصين و مزاحمتها على الريادة الاقتصادية العالمية .
اما تيوان, فقد تلقت دعما عسكريا و سياسيا من امريكا لضمها الى حلفها الاستراتيجي شمال غرب المحيط الهادي الى جانب اليابان و كوريا الجنوبية.
و قد حافظت الصين لعقود على سياسة المرونة لحلحلة النزاعات و تصحيح المواقف لقضايا عدة قاريا و دوليا ,الا ان التطورات الدولية الراهنة فرضت على بكين تصعيد لهجتها ضد الغرب حفاظا على مصالحها الحيوية .