بشهادة التاريخ …أمريكا ترد الجميل للمغرب
صوت الصحافة // رشيد فانيس
ما أشبه الأمس باليوم حينما كانت الدولة المغربية الممتدة من اقصى الصحراء بالسنغال وموريتانيا الى الحدود الشرقية للجزائر ،وكانت امريكا آنذاك تأن تحت وطأة الاستعمار البريطاني حين اقدم السلطان محمد الثالث سنة 1777على اصدار مرسوم يتعلق بالسماح لعدة دول بممارسة نشاطاتها التجارية مع المغرب من بينها الولايات المتحدة الامريكية ،وقد اعتبرت المبادرة المغربية آنذاك بمثابة اعتراف ضمني بامريكا كدولة ذات سيادة ،كما قام السلطان المغربي آنذاك بتعيين شخصية مرموقة لتولي مهمة القنصل الامريكي بالمغرب ،وفي سنة 1786 تم التوقيع على معاهدة الصداقة بين البلدين والتي لا زالت مستمرة لحد الآن والتي تعتبر اقدم معاهدة في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية
وهاهي اليوم امريكا ترد الجميل وتعترف بسيادة المملكة المطلقة على أراضيها الصحراوية وتقرر فتح قنصلية لها بالداخلة كخطوة فعلية لتجسيد البعد الاستراتيجي الذي يجمع بين أعظم دولة في العالم في الوقت الحالي والمملكة المغربية كأقوى حليف استراتيجي بالمنطقة والذي تراهن عليه الولايات المتحدة وكذا الاتحاد الأوروبي للعب دور طلائعي فيما يخص التنمية الاقتصادية للبلدان الإفريقية وبوابة لتدفق الاستثمارات بالمنطقة ،ويأتي هذا الاعتراف ايضا بعد مشاورات مكثفة مع جلالة الملك محمد السادس الذي تمكن بفضل رؤيته المتبصرة وحكمته البالغة من إقناع الإدارة الأمريكية بعدالة القضية الوطنية خصوصا بعد الخطوات المقدامة التي اتخدتها المملكة بالعودة للحضن الإفريقي وإسقاط الديون على البلدان الافريقية الفقيرة وعقد شراكات استرتيجية على المدى المتوسط والبعيد في الوقت الذي توالت فيه الأخطاء والزلات التي وقعت فيها عصابة البوليساريو وحليفتها الجزائر لا على المستوى الميداني ولا الدبلوماسي والتي عرت على واقع الفكر العصابي والمنطق اللاعقلاني والتخبط والارتجالية الذي تعتمده الميليشيات المرتزقة في إقامة كيانها الوهمي ومن يدفعها في اتجاه إشعال فتيل حرب لا يمكن التنبأ بخسائرها على المنطقة ،وبهذا الاعتراف التاريخي الذي جاء في وقت دقيق بعد المحاولات الاستفزازية الاخيرة لعصابة البوليساريو بعد إقدام عناصرها على إغلاق معبر الكركرات في وجه حركة نقل السلع و البضائع بين المغرب وموريتانيا نحو العمق الافريقي في محاولة يائسة لفرض الامر الواقع وتغيير الوضع القانوني الذي كانت تحظى به هذه الكركارات كمنطقة عازلة ،فصار وجوبا على المغرب ايجاد حل لهذا النزاع المفتعل الذي عمر طويلا واستنزف الثروة والجهد الوطنيين ،وبفضل الدبلوماسية الملكية والدبلوماسية الرسمية استطاع المغرب ان يكسب الرهان ويقلب موازين القوى لصالحه بعد توقيع الرئيس الامريكي دونالد ترامب على قرار رئاسي يقضي بسيادة المغرب على صحرائه وتأييده لخيار الحكم الذاتي للاراضي الصحراوية تحت الرعاية المغربيةباعتباره الحل الانسب والوحيد لطي هذا الملف نهائيا. وبذلك لم يبقى لخصوم وحدتنا الترابية سوى القبول بالأمر الواقع والجلوس لطاولة المفاوضات كما اوصت بذلك الامم المتحدة ومجلس الأمن واكد عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إعلانه الموقع بخصوص اعترافه بسيادة المغرب الكاملة على صحرائه