أعمدة الرأي

بأي عيد عدت ياعيد المرأة الأممي8 مارس 2022

بقلم : سمية ميمي

وتعود عقارب الساعة إيدانا باليوم الدولي للمرأة، بنظرة استشرافية لمستقبل زاهر يعيد بريقها الذي مزقته الصراعات المجتمعية والنفسية والبشرية ليثبوثق هذا العيد الأممي داخل مفهوم عيد المرأة 8مارس بعد 114 سنة من خروح 15000 امرأة في مسيرة احتجاجية بشوارع مدينة نيويورك الأمريكية، للمطالبة بتقليل ساعات العمل وتحسين الأجور والحصول على حق التصويت في الانتخابات.
من هنا طرحت عدة تساؤلات عن جدوى هذا العيد وعن تملك هذه الآلية التي أصبحت وصلة إشهارية بعيدة عن ذكرى مطالبة المرأة الأمريكية آناذاك بحقها داخل مجتمع أمريكي ناء يعيش على المكتسبات رغم المفارقات لتثبيت الديمقراطية ، انطلاقا من شعار 8 مارس كدلالة عن الانحازات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .
وفي هذا الاطار فقد قررت بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا  هذا اليوم ” ان تحصل النساء على إجازة ” تقديرا واحتراما لها على التضحيات الجسام التي تقدمها .
وللتاريخ فهل ستحصل المرأة الروسية والاوكرانية على هذه الإجازة هذه السنة في أوج حرب ضاربة بين دولتين إلى حدود الأمس شكلت اوكرانيا جزءا من خريطتها وكيانها السياسي ؟
وهل ستحتفي المرأة الاوكرانية هذه السنة ” مرتدية وشاحا أسود والهرولة والنزوح والهروب نحو الضفة الأخرى ، ناهيك عن الانتهاكات والظروف المزرية التي تعيشها داخل الأنفاق خوفا من ” الموت ” بعيدا عن الشعارات الطنانة للمرأة الطليعية والاشتراكية التي أنهكتها الصراعات والحروب .
حتى لا نسمو فوق سمو الآخرين، وبلغة نون النسوة في عيدها الأممي ، الذي أصبح يافطة وشعارا يلوح به ” سنويا ” من خلال إقامة الحفلات والأشطة الجمعوية والسانديكالية ، تجسيدا ” للمرأة ” العالمية في يومها الأممي، الذي تتصدع فيه حناجر النساء والفتيات بالمطالبة بحقوقها المشروعة وفق القانون الدولي وجبر ” ضرر خاطرها ” بتوزيع” الوردة الحمراء ” ايدانا بخوض الحرب الكلامية بالشجب و التنديد لما تتعرض داخل المجتمع الكوني من تنكيل و استغلال يختلف باختلاف طبيعة المجتمعات ، في انتظار دبول الوردة الحمراء بدبول هذا اليوم الذي يعرف ” بروباغندا الاحتفاء بنون النسوة ” التي لم تجد بدا من انتظار أن تفتح ” وردة مارس الحمراء ” التي سيشدو الجميع بما وصلت اليه وما حققته من مكاسب سياسية واجتماعية واقتصادية ومجتمعية حسب روايتهن .
واذا كانت المرأة محظوظة بهذا العيد الاستيتيكي بفاعلية ” مفهوم المراة المثقفة والعاملة ، فتمة هناك نساء يجهلن مواقيت الساعة والزمن ، ولا يفرقن بين عقارب الساعة وتحديد المواقيت في زمن الانترنيت والتواصل الاجتماعي و يخضعن بذلك لكل الممارسات القدحية والاستغلال بكل أشكاله وتشكلاته .
فمتى تجد المرأة في عيدها الأممي آذانا صاغية لمجتمع يقدر مكانتها كأم انهكتها السنون، من أجل أمم لم تستقم لتجعل منها ” شعارا وعيدا يخلد اسمها ” عيد المرأة 8 مارس ، وهل حققت الحركة النسوية التي تبنت هذا التاريخ واعتمدته من أجل الدمقرطة .
سنقضي يوم المرأة في انتظار ان يهل علينا الموسم المقبل، لكن في انتظار عالم مشرق يسوده السلام والسلم والطمأنينة ، وتحية إلى كل نساء العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى