أعمدة الرأي

العلاقات المغربية الجزائرية بين المصالحة والمواجهة

محمد فنيدو

بعد عقود من الاستعمار الفرنسي لشمال افريقيا وما تركه من عداء بين الجارين المغرب و الجزائر;جعل شعوب المنطقة ضحية اللابتزاز الاقتصادي بل وعداء غداه اعلام البلدين ,

لتاتي فرنسا مجددا لتدخل من نفس النافذة التي تركتها مفتوحة بعد منح استقلال البلدين خلال خمسينيات القرن الماضي, و تتملق من اجل مصالحها الخاصة بل و اكثر من ذلك تفتعل الازمات الديبلوماسية تارة هنا وتارة هناك ليزداد طمع الحكام و توهمهم ان فرنسا المنقد و صاحبة القانون .
لتاتي الحرب الباردة و الكل يعلم ما فعلته بالمنطقة حيث اتجه الجارين الى معسكرين مختلفين و متصارعين ;المغرب اختار المعسكر الغربي الراسمالي اما الجزائر فاختارت المعسر الشرقي الاشتراكي و الشيوعي ولتتضح الصورة بكل حياد ان صلب الصراع جاء بمؤتمر الجزيرة الخضراء جنوب اسبانيا حيث تم تقسيم افريقيا بين القوى الامبريالية كبريطانيا واسبانيا و البرتغال و فرنسا والمانيا وبلجيكا , و للاشارة فقط ان ما تم الاتفاق عليه هو ان المغرب الاقصى كان سيخضع للاستعمار الالماني لكن معارضة اطراف الاجتماع تم منح المانيا ناميبيا عوض المغرب على ان تتقاسم اسبانيا و فرنسا المغرب الاقصى.
ومنذ ذاك الوقت و حسب كرونولوجيا الاحداث طيلة القرن العشرين مرت المنطقة المغاربية بمحطات الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي بالخصوص ليتمكن البلدين من طي صفعة الاستعمار و ليشرعا في صراع دائم بينهما و ما خلفه ذلك من وجود بؤر انفصال سواء في المغرب او الجزائر بل وسباق محموم للتسلح من اجل الردع والردع المضاد .
ولكن خلال العشرية الاخيرة بعد ثورة الربيع العربي المقبورة ,شرع البلدين في التخلي عن فرنسا كماضي و محرك لذيول اللعبة السياسية والاقتصادية بالمنطقة, بل اصبحا يقمعانها ككونها الوجه الخبيث و الشيطان المارد بالمنطقة ليتوجه المغرب كليا صوب امريكا بكل ثقله السياسي و الاقتصادي و,اما الجزائر حافظت على روسيا والصين كشريكين استراتيجيين .
واصبحت قضية الصحراء العملة لوجهين يتلاعب بها الكل ,بل و يساوم بها الكل لنيل غنيمة سوق مهمة بالمنطقة .
لتاتي المرحلة الاخيرة و ينفصل الجارين تماما, ريتما تصنع نوافذ جديدة ليبدا مسار جديد من التكالب على مقدرات الشعوب في استغلال تام للوضع السياسي والاقتصادي بالبلدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى