الدور البطولي في حماية اليهود
بقلم د/مصطفى توفيق
يعيش اليهود في المغرب منذ العصور القديمة، فقبل الحرب العالمية الثانية بلغ عدد السكان اليهود في المغرب 225000، حيث التقى المغفور له بطل التحرير الملك محمد الخامس بممثلين عن ألمانيا النازية وفيشي فرنسا خلال الهولوكوست لمناقشة قضية اليهود في المغرب، و قال في الاجتماع الشهير إنه “لا يوجد مواطنون يهود، ولا مواطنون مسلمون، كلهم مغاربة”، و لم يتم إرسال يهود المغرب بعيدًا إلى معسكرات الاعتقال ، ولم يتعرضوا للشر النازي.
وفي عام 1956 ، أعلن المغرب استقلاله ، وعلقت الهجرة اليهودية إلى إسرائيل، وفي عام 1963 ، استؤنفت الهجرة ، مما سمح لأكثر من 100000 يهودي مغربي بالوصول إلى إسرائيل، و قبل وفاته في عام 1999 ، أعطى المغفور له الملك الحسن الثاني رعاية وحماية للسكان اليهود في المملكة المغربية الشريفة ، وفي الوقت الحالي ، يتميز المغرب بفضل السياسة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بواحدة من أكثر البيئات تسامحًا مع اليهود في العالم العربي، حيث أن المهاجرين اليهود المغاربة لم يقطعوا علاقاتهم بأصولهم المغربية، حتى أولئك الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية ، يزورون الأصدقاء والأقارب بحرية في المغرب، خصوصا بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل و المغرب، و هذه شهادة “باتريك” يهودي مغربي مقيم في باريس في تصريح لموقع سكاي نيوز عربية: “نحن لدينا تاريخ كبير في المغرب يمتد لأكثر من 2500 سنة، لا أحد منا ينسى الدور البطولي الذي لعبه الملك محمد الخامس في حماية اليهود من حكومة “فيشي”، التي تعاونت مع نظام الحكم الألماني خلال الحرب العالمية الثانية، لقد قال الملك محمد الخامس للنازيين: “لا يوجد يهود في المغرب، هنالك مغاربة فقط، وكلّهم من رعاياي، ولم يتم مس أي يهودي عكس كل الدول التي تم فيها أسر العديد من اليهود”.
يحتل المغاربة اليهود مكانة محترمة في المجتمع الإسرائيلي
و ستظل العلاقات المغربية اليهودية ثابتة على مر العصور، خصوصا بعد تولي العلويين حكم المغرب في أواخر القرن الثالث عشر، حيث يذكر المؤرخ والكاتب اليهودي المغربي، روبرت الصراف، أنه “لم تعتز أسرة حاكمة بعلاقاتها الممتازة مع اليهود كما فعلت الأسرة العلوية”، حيث يشغل اليهود المغاربة مناصب قيادية عليا في مجتمع الأعمال وفي المناصب السياسية العليا في الحكومات عبر العالم