صوت الصحافة
انهيار الأسعار..الطماطم والبطاطس والبصل تتراوح بين درهم واحد ودرهمين للكيلوغرام بالجملة..وهذه الأسباب
شهدت الأسواق المغربية في الآونة الأخيرة، انهيارا في أسعار الخضروات بعدما كانت تلهب جيوب المغاربة لعدة أشهر وشكلت مصدر قلق وشكوى العديد من الأسر من تضخمها المفرط.
ولمس المواطنون الفارق الإيجابي الذي شكله هذا الانخفاض على مشترياتهم الأسبوعية، فالانهيار الكامل في الأسعار هم مجموعة واسعة من الخضر الأساسية في القفة الأسبوعية للمستهلكين.
وأشارت مصادر مهنية، إلى أن الانخفاض يعد “شاملا هذه المرة”، ولو بوتيرة متباينة حسب الجهات، وحسب الأسواق وسلسلة الإنتاج وضلوع الوسطاء.
وعرفت أسعار الخضر انخفاضا ملحوظا، فعلى مستوى أسواق مدينتي الرباط وسلا فقد بلغت البطاطس 5 دراهم للكيلوغرام الواحد، والطماطم أيضا، فيما بقي ثمن الجزر مستقرا عند 6 دراهم للكيلوغرام الواحد، وبالنظر إلى أن هذه الخضر هي الأكثر استهلاكا من قبل الأسرة، فقد شهدت القفة المغربية انتعاشة ملحوظة، بعد أن صارت في متناول المواطنين، وأن هناك انطباعات إيجابية حول الأثمان”، حسب تعبير أحد بائعي الخضر.
وأبرز المتحدث نفسه أن “الأثمان تحدد عادة حسب الجودة، غير أنها تعرف أيضا تغيرا حسب سلسلة الإنتاج قبل أن تصل إلى المستهلك النهائي، غير أنها ستكون خلال هذه الفترة في متناول الجميع”.
وفي هذا السياق، أكد مسؤول في أكبر سوق للجملة في المغرب، الواقع بمدينة إنزكان (جهة سوس-ماسة)، “الأسعار سجلت هذه الأيام انخفاضا لافتا وحقيقيا، بحيث قام المزارعون ببيع الطماطم بنحو 0.83 درهما كحد أدنى، ودرهمين كحد أقصى.
وفيما يخص البطاطس فتراوحت أسعارها بين 1.43 درهما ودرهمين و86 سنتيما”، مضيفاً أن “البصل الأخضر بدأت أثمنته لدى المزارع بنحو 1.50 ووصلت إلى 1.80 درهما كحد أقصى”.
وبين المصدر سالف الذكر أن “هذه الأثمان تحدد حسب الجودة، غير أنها تعرفُ أيضا تحوّلا حسب سلسلة الإنتاج لتصل إلى المستهلك النّهائي، لكن هذه المرة وصولها سيكون في المتناول عموماً”، مؤكداً أن “النقل بدوره يظلّ محدّدا رئيسيا”؛ وأضاف: “الأسعار تعرف انخفاضاً على ما يبدو على الصعيد الوطني، فهي منخفضة بإنزكان الذي يعد مزوّدا أساسيا للأسواق المغربية، والمؤشرات الموجودة في الأسواق إيجابية ومردّها إلى التحولات التي يعرفها المناخ وتقلّص وتيرة التصدير”.
ووفقا للمهنيين فإن هذا التراجع في الأسعار، يعزى أساسا، إلى وفرة العرض وتراجع الطلب والزيادة في الإنتاج المحلي للخضروات وتحسين ظروف الزراعة.
وأبرز المهنيون أن الإجراءات التي قدمتها الحكومة لدعم القطاع الفلاحي للتخفيف من آثار الجفاف وشح التساقطات، ساهمت بدورها في تحسين جودة المحصول وتقليل التكاليف الإنتاجية وتحفيز المزارعين على العمل بشكل أفضل، وبالتالي ضمان تزويد أسواق الخضر بصفة منتظمة.
وما يعزز هذا الانخفاض أيضا، تصعيد الفلاحين بعدد من الدول الأوروبية على غرار فرنسا واسبانيا، التي تحتج على حكوماتها بهدف اتخاذ قرارات تحمي قدراتهم الإنتاجية المحلية بعد تضررها عقب تفوق المنتجات الفلاحية المغربية داخل هذه الأسواق على منتجاتها المحلية، وهو الأمر الذي جعل المصدرين المغاربة يقلصون كمياتهم المصدرة نحو الخارج، الأمر الذي انعكس إيجابا على ميزان العرض والطلب في الأسواق المغربية، وأدى إلى انخفاض أسعار الخضر.