أعمدة الرأي

الخامس من أكتوبر .. محطة للاعتراف بالذي كاد….. ان يكون رسولا

صوت الصحافة // عبد الصمد فكري

يخصص الخامس من أكتوبر من كل سنة للاحتفال باليوم العالمي للمدرس مناسبة للاعتراف والتنويه بمجهودات رجال ونساء التربية و التكوين والتذكير بالأدوار المهمة في ترشيد وتربية الناشئة.

يأتي هذا اليوم وسط اكراهات كبيرة تخيم على أجواء الاحتفال أهمها مستجدات الحالة الوبائية التي نحت نحو الارتفاع   خصوصا بعد تسجيل الاصابات في صفوف رجال و نساء التعليم. كما يعاني الوسط التعليمي غليانا متصاعدا في ظل تجميد الترقيات الخاصة   بالموظفين و توقف مسار الحوار الاجتماعي مما جعل النقابات تشحذ أسلحتها من خلال الدعوات الى وقفات و احتجاجات امام المديريات و الأكاديميات منددة بتلكؤ الحكومة في الاستجابة لمطالب هذه الفئة والتي ابانت عن حس وطني  كبير خلال الحجر الصحي رغم الإمكانات البسيطة و غياب التكوين و بأبسط الوسائل   مساهمة بكل تفان في تخطي تلك مرحلة بنجاح.

كما يزيد من حرارة الدخول المدرسي تمرير قانون الاضراب للنقاش داخل دواليب مجلس النواب  وسط رفض جل النقابات لما فيه من اقبار حق دستوري وتراجع خطير يمس الحريات النقابية،

دون ان ننسى التخبط الذي رافق  اعتماد أنماط التعليم المتأرجحة بين الحضوري وعن بعد والمزاوجة بين الاثنين مما زاد من الارتباك في ظل اغلاق مدن واحياء و فتح أخرى انطلاقا من الغد 5 أكتوبر.

ورغم الاكراهات يظل هذا اليوم يوما مميزا يعاد فيه  تكريم المدرس والاعتراف بدوره كلبنة أساس في بناء صرح ومجد هذه الامة .

قم للمعلم وفيه التبجيل……………………………………….. كاد المعلم ان يكون رسولا”

ان الخامس من أكتوبر من كل سنة  تعبير رمزي وتكريس لثقافة الاعتراف بفضل و مجهودات هذه الفئة, لا يمكن ان نعزل هذا اليوم الاحتفالي عن السياق  العام الذي يعاني منه الجسم التربوي والمدرسي ومن المشاكل والمعيقات رغم ما بذل من جهد لإصلاح أوضاعه انطلاقا من مخرجات الميثاق الوطني للتربية و التكوين  مرورا بالمخططات الاستعجالية وصولا الى الرؤية الاستراتيجية التي تعد أساس و بوصلة اصلاح التعليم.خصوصا مع تواجد ازدواجية في الأنظمة الأساسية من خلال نظام تعاقدي يفرض واجبات وحقوق ونظام رسمي اساسي يعاني بدوره من التهميش والفئوية والطبقية والفروق الشاسعة في التعويضات.مما اشعل الفتنة ين الفئتين وكرس لمزيد من الاحتقان و التفرقة .

في ظل ما عاشه العالم من ظروف الوباء اتضح جليا قصور النظام الحالي في ظل عدم قدرته على الاستجابة للظروف القاهرة وهو ما ترك الباب مفتوحا امام اليات جديدة

” التعلم عن بعد ” لياخذ حيزا من النقاش حو ل أسباب النزول و التنزيل ومدى نجاعته و اليات تطويره و اثبت مما لا  يدع الشك الى:

– دور المدرس كلبنة أساس وحجر الزاوية في أي اصلاح.

– انسحاب الاسرة وعدم قدرتها على المسايرة والقيام بدورها  واعتمادها المطلق على المدرسة     وهو ما يعيد النقاش الى دور علاقة الاسرة بالمدرسة وجوانب التكامل.

– غياب التحفيز والتشجيع.

                ولا يسعنا الا ان نختم  في الأخير بمقولة المهدي  المنجرة:

   “ولكي تهدم التعليم: عليك ب(المعلم) لا تجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه”.

                     وكما يقول مؤسس سنغافورة الحديثة لي كوان يو

“انا لم أقم بمعجزة في سنغافورة
أنا فقط قمت بواجبي نحو وطني, فخصصت موارد الدولة للتعليم وغيرت مكانة المعلمين من طبقة بائسة إلى أرقى طبقة في سنغافورة. فالمعلم هو من صنع المعجزة.
هو من أنتج جيلاً متواضعاً يحب العلم والأخلاق، بعد أن كنا شعباً يبصق ويشتم بعضه في الشوارع” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى