التحليل السوسيولوجي والواقع
بقلم د/ عادل رمز
كيف نفهم المشاكل الاجتماعية؟ وما هي أدوات تحليلها؟ وما هي المقاربات المعتمدة لذلك؟
أسئلة تبدو سهلة ولكنها مركبة تحتاج إلى تجزئ علمي يعتمد على الملاحظة العلمية وخلفيات نظرية متعددة حسب المنهج المستخدم في المقاربة المعتمدة.
مما لاشك فيه أن الواقع الاجتماعي مركب وهذا يتطلب نظرة شمولية لفهم الواقع الاجتماعي انطلاقا من معطيات ميدانية مستمدة بأدوات علمية ومنهجية تتوخى الموضوعية، فالباحت السوسيولوجي يستخدم هذه المعطيات من أجل بناء معرفي بغية الفهم والتفسير.
إن المشاكل الاجتماعية حسب مقاربة وظيفية فهي ناتجة عن انحراف الفرد عن قيم ومعايير مجتمعه، وعلاجها يتطلب التماسك والترابط بين أفراد المجتمع كما أنها قد تكون ناتجة عن التفاعل الاجتماعي بين أفراد المجتمع وجميع التصورات الذهنية والتمثلات الاجتماعية الناتجة عن هذا التفاعل حسب خلفية نظرية تتمثل في التفاعلية الرمزية، أو بسبب صراع طبقي بين فئة مسيطرة وفئة مسيطر عليها، ومن ثم لا يمكن فهم المشاكل بدون دراسة ميدانية علمية تكاملية بين منهج كيفي وكمي يعتمد على الملاحظة العلمية وفهم العلاقات الاجتماعية، وحتى سياق المشكلة وإطارها الزمني و المكاني والنفسي.
وبدون هذه الأدوات يستعصي على الأخصائي الاجتماعي فهم هذه المشكلة وعمقها في المجتمع، وحينما يفتح الباب لغير المختصين في حل المشاكل الاجتماعية ينتج عن ذلك بالضرورة فوضى معرفية وضبابية في استقبال المعلومة من طرف المتلقي، وهذا ما أصبحنا نراه بجلاء في قنوات التواصل الاجتماعي باعتماد حلول سطحية لا أساس علمي لها، مستمدة من الحس المشترك المرتبط بالأساس بالتفكير الأسطوري والخرافي، مما فتح مجالا واسعا للدجالين والمشعوذين للنصب على فئة عريضة من فئة المجتمع.