الانتحار، ظاهرة أم اختيار؟
صوت الصحافة // فرحان بنعمرو
أصبحت ظاهرة الانتحار من الظواهرالمعقدة والمشاكل المؤرقة للمجتمع، لا سيما ببلد المغرب، هذا الأخير الذي يشهد مجموعة من المشاكل وذلك على مختلف المستويات سواء الاقتصادية أو الاجتماعية..
إن هذه الظاهرة، أي الانتحار، و التي يمكن اعتبارها بمثابة عملية قتل للنفس بالنفس، تنتشر بكثرة في صفوف الشباب و ناذرا ما نسمع أحيانا عن انتحار أشخاص مسنين ،خصوصا في السنوات الاخيرة .
فبالطبع لا يمكن لشخص أن ينتحر من دون سبب، فانتشار هذه الظاهرة و تفشيها بشكل كبير في صفوف الشباب يرجع لمجموعة من الأسباب ، من أهمها أسباب اجتماعية و التي تتلخص في سيادة البطالة و غياب فرص العمل و زيادة الضغط الاجتماعي على الشباب ، ما يدفعه الى التفكير في الإقدام على الانتحار ، باعتباره حلا لمشاكله، بل يرى في الانتحار طريقا للبحث عن الحل وليس حب وتفضيل الموت.
هذا، وأيضا يرجع تفشي هذه الظاهرة إلى طغيان المشاكل الأسرية، مثل (وجود العنف داخل الأسرة ، الخيانة … ) وهذا ما يولد لدى الشباب مشاكل نفسية قد يؤدي بهم الأمر إلى اللجوء لعدة ملهيات محاولا نسيان هذه المشاكل ، مثل تعاطي المخدرات ، مرافقة أصدقاء السوء … كل هذا ، يؤدي به في نهاية المطاف إلى التفكير في الانتحار، دون أدنى وعي منه بعواقب هذا الفعل الوخيم.
وحتى لا ننسى عامل الإعلام الذي أصبح له تأثير خطير على الشباب عبر تمريره بعض المشاهدات التي تجعل الشخص قد يفكر في الانتحار…، أي التناول الاعلامي والتسويق الوهمي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي عبر المشاهدات الدرامية..
وإلى جانب هذا ، هناك عامل آخر يعتبر سببا رئيسيا في انتشار هذه الظاهرة و خاصة في صفوف الشباب العاطلين عن العمل ، حيث هؤلاء عندما يتخرجون من الجامعات يجدون أفقا مسدودا في وجوههم ، الشيئ الذي قد يؤدي ببعضهم الى التفكير في الانتحار ،و ذلك بعد عملية الانتظار الطويلة دون خدوى وأيضا تراكم المشاكل النفسية .
و أخيرا ،وعليه يجب تقديم حلول قد تكون مناسبة من أجل تطبيقها على أرض الواقع ، و التي تتمثل من الناحية الاجتماعية و الاقتصادية في العمل بشكل جاد على توفير فرص شغل للشباب كيفما كان نوعها مع وجود أجور تكون ملائمة مع طبيعة العمل و ظروف العيش،و كذا العمل على تنمية الجانب النفسي و المعنوي للشباب و المتمثل في توعيتهم بأهمية الصبر و الكفاح ،و أخيرا ،الاهتمام بشكل خاص بالفئة التي تعاني من الاكتئاب و المشاكل النفسية ، كل هذا ، من أجل وضع حد و لو بشكل أدنى يحول دون تفاقم هذه الظاهرة في المستقبل.
مقال رائع وجديد بالقراءة كونه يسلط الضوء على ظاهرة خطيرة استشرت مؤخرا في مجتمعنا ولا زالت في طريقها نحو التطور، وناهيك عن الاسباب التي أشار إليها الكاتب بقى السؤال محيرا عندما نجد أن النسبة العظمى من حالات الانتحار توجد وسط الفئات الاجتماعية الغنية وخصوصا في اوروبا وأمريكا والصين ، ويزداد الامر استعصاء على التفسير عندما تجد مفكرا كرس حياته كلها يكتب عن السعادة ويموت منتحرا.. ؟؟؟؟؟