أعمدة الرأي

أكتوبر الوردي : غياب التوعية بسرطان الثدي في زمن كورونا

صوت الصحافة // سعاد بلكوش

يتزامن أكتوبر الوردي هذه السنة مع الإجراءات المشددة  التي باشرتها جميع دول المعمور للتصدي لمرض كوفيد19 ، ففي مثل هذا الشهر من كل سنة تبدأ حملات عالمية للتوعية بسرطان الثدي ، ويزداد الاهتمام بهذا المرض من خلال تكثيف حملات التوعية بخطورته والحث على التبكير في الكشف عنه وعلاجه ،إلا انه في زمن كورونا غابت حملات التوعية بهذا المرض .

وقد بدأت هذه الحملة لأول مرة بالولايات المتحدة  الأمريكية في أكتوبر عام 1985م، واستمرّت لمدّة أسبوع بهدف زيادة وعي المجتمعات بشكل عام،والنساء بشكل خاص، بمرض سرطان الثدي، والتعريف به في المجتمع، الأمر الذي ساهم في امتداد هذه الحملات إلى كافّة أرجاء العالم، ليصبح مشروع مشترك بين مجموعة من الهيئات الطبية والمنظمات والوكالات الحكومية في أمريكا.

وخلال هذا الشهر تعمل المؤسسات والمنظمات المشاركة سواء في أمريكا أو العالم، على إقامة حملات توعية بالمرض تشمل أسبابه وطرق الوقاية منه ، مع التركيز على الكشف المبكر وطرق الفحص باستخدام التصوير بالماموغرام ” التصوير الشعاعي للثدي” الذي يعد أكثر الطرق فعالية في تقليل وفيات المرضى وفقاً لمنظمة الصحة العلمية.

والتأخر في الكشف عن سرطان الثدي يصعّب العلاج ويزيد احتمالية الوفاة بهذا المرض الفتاك على العكس تماماً عند اكتشافه مبكراً، ففي هذه الحالة تكون احتمالية التعافي أكبر ومخاطر الموت أقل بكثير، وهذا يفسر أن غالبية الوفيات بسرطان الثدي تحصل في الدول النامية مقارنة بالدول المتقدّمة.

وقد تم اعتماد شعار “الشريط الوردي” في بداية تسعينيات القرن الماضي للتعبير عن سرطان الثدي، ولذلك فإن بعض المؤسسات تزود أعضاءها بهذا الشعار لاستعماله في هذا الشهر، كما توجد مؤسسات تبيع منتجات مستوحاة من هذا الشعار، وذلك لجمع المال لدعم النساء المصابات بالمرض.

وسرطان الثدي مرض يحدث عندما تحصل طفرة في الخلايا في منطقة الثدي، وتفقد السيطرة وتبدأ بالتكاثر بشكل غير طبيعي، وفي مراحل لاحقة ينتشر الورم إلى أجزاء أخرى من الثدي أو ينتقل إلى مناطق أخرى في الجسم.

ومن أبرز أعراضه، تكون ورم أو انتفاخ في الثدي أو تحت الإبط، مع تغير في شكله وحجمه أو تدويره، إلى جانب إمكانية وجود إفرازات من الحلمة، ما عدا خروج الحليب، وتغير في لون أو ملمس الثدي، إلى جانب تغير في لون الحلمة أو بروزها، أو انقلاب الحلمة، أو تغير في جلد الحلمة، أو الشعور بألم فيها.

ومن العوامل التي ترفع من خطورة الإصابة بسرطان الثدي، تقدم المرأة في السن، إذ أن 77 في المائة من الحالات تشخص بعد سن 55 عاما، في حين أن هذه النسبة تبلغ فقط 18 في المائة عند النساء في الأربعينات من العمر.

وأظهرت دراسة أمريكية حديثة، أنه يمكن الوقاية من ثلث حالات الإصابة بسرطان الثدي بين السيدات حول العالم، عن طريق تعديلات أساسية في نمط الحياة اليومي وتشمل هذه التعديلات إدارة الوزن، وممارسة النشاط البدني، والتغذية السليمة، والابتعاد عن شرب الكحول، كما أشارت ذات الدراسة الى أن دهون الجسم الزائدة تزيد خطر الإصابة بالسرطان نتيجة فرط الأنسولين، وزيادة هرمون إستراديول والالتهابات.

كما اعتبرت أن النشاط البدني وحده يمكن أن يمنع واحدا من كل 8 حالات من سرطان الثدي، كما أن الكحول يسبب 6.4 بالمائة من حالات الإصابة بالمرض.

في المقابل، لاحظ الباحثون المشرفون على الدراسة أن استهلاك الخضروات غير النشوية بكثرة وتشمل الخضروات الورقية مثل السبانخ، إضافة إلى البروكلي والقرنبيط والملفوف، والجزر، والخيار، والباذنجان، والفلفل. يخفض خطر الإصابة بسرطان الثدي

ووفقا للوكالة الدولية لأبحاث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، فإن سرطان الثدي هو أكثر أنواع الأورام شيوعا بين النساء في جميع أنحاء العالم عامة، ومنطقة الشرق الأوسط خاصة، إذ يتم تشخيص نحو 1.4 مليون حالة إصابة جديدة كل عام، ويودي بحياة أكثر من 450 ألف سيدة سنويا.

وتعرف معدلات الإصابة بالسرطان بجميع أنواعه على صعيد المملكة المغربية  ارتفاعا متزايدا بحيث يبلغ 115 حالة في كل مئة ألف  نسمة، و35% من الإصابات في صفوف النساء، هي إصابات بسرطان الثدي ويرجع هذا المنحى التصاعدي إلى تغير نمط العيش وتعميم مراكز التشخيص وتأخر الزواج بالنسبة للنساء ما يعني تأخر الإنجاب والإرضاع، فإن ما بين 5% إلى 10% من مجموع أمراض سرطان الثدي لدى النساء وراثية، وفق الجمعية المغربية للأنكولوجيا الوراثية. ويزداد عدد مرضى السرطان المتكفل بهم في المغرب ليصل إلى 200 ألف مصاب بهذا الداء، كما أن عدد الإصابات بدوره يعرف تناميا مضطردا، حيث يتم تسجيل 40 ألف إصابة بالسرطان كل سنة في البلاد، وفق آخر إحصائيات كشفت عنها وزارة الصحة المغربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى